في الوقت الذي خيبت فيه أندية ومنتخبات كروية أحلام وطموحات الجماهير السعودية ظهر العميد ليفتح لنا أبواب أمل جديدة، ويحفظ للكرة السعودية وهجها وهيبتها ومكانتها ومكتسباتها وحضورها على مستوى القارة، وأمام الياباني الخطير ناجويا لم يكن فوزا عاديا ولم تكن النتيجة مفرحة ومطمئنة ولم يكن المستوى مذهلا ومبهرا للخصوم قبل المحبين فحسب وإنما جاء ليعيد الثقة إلينا وليثبت أن كرتنا ما زالت بخير، وأهم وأروع وأجمل من هذا كله أن مجتمعنا الرياضي بمختلف فئاته وانتماءاته جسد حقيقة كيف يكون راقيا وحضاريا ووطنيا عندما دعم وساند ممثل الوطن في مساء تاريخي لن ينسى.
شكرا للاتحاد الذي أعاد لوجه السعد سلطان بسمة الانتصار، ورسم السعادة على ملامحنا وعقولنا وزرع الفرح في حقول وسهول وجبال وقرى ومدن كل الوطن، وقدم نموذجا في قيمة الإصرار والإرادة والفعل والتفاعل، وفي معنى الحب والعطاء والانتماء.. شكرا لشيخ الكرم والبذل والنبل والسخاء عبدالمحسن آل الشيخ.. شكرا لدكتور القلوب والرئيس الحكيم البارع خالد المرزوقي الذي استطاع في شهور قليلة ترتيب وتنظيم وتنظيف البيت الاتحادي وتوثيق العلاقة ومد جسور الود والمحبة والتصالح مع الكل والعمل تحت شعار (يعيش الاتحاد ولا يسقط أحد) فاتجه الجميع من مسؤولين وإداريين وإعلاميين وجماهير صوب ناديه وأجبرهم بأخلاقه وحسن تعامله على أن يقفوا إلى جواره ويساندوه ويتعاطفوا معه.. شكرا للداهية كالديرون الذي صنع فريقا عالميا نراهن عليه وتصعب هزيمته ينثر الإبداع والإمتاع.. شكرا لنجوم العميد بقيادة الأسطورة والظاهرة محمد نور على حبهم ووفائهم وإخلاصهم لناديهم.
مثلما ننظر ونتفق ونتحمس من أجل الأخضر السعودي هاهو الوطن من شماله إلى جنوبه ومن بحر جدة إلى سواحل الخبر يقف بحب وأمل وتطلع باتجاه العميد، ومتفائلا بتوفيق من الله بعودته إلى أرض الوطن متزينا بالذهب زاهيا بكأس البطولة ومؤكدا من جديد أن السيادة الآسيوية كانت وما زالت وستظل بإذن الله سعودية.
لجان الإحباط
بعد حصول الدوري السعودي على المركز السادس عشر عالميا في التصنيف الصادر من الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء في شهر يوليو الماضي كتبت هنا عن أن هذا الترتيب المتقدم جاء على أثر نتائج ونجاحات شهدها دوري المحترفين في موسمه الأول وساهمت في تحقيقها أطراف عديدة وفي مقدمتها الفرق السعودية المتأهلة للدور الثاني في الدوري الآسيوي، وشددت على أهمية المحافظة على هذا المركز من خلال تطوير أداء اللجان والأجهزة التابعة لاتحاد الكرة. واختيار الكوادر المؤهلة والقادرة على العمل بالمستوى الذي نريده ونطمح إليه.
اليوم وبعد ست جولات من دوري زين للمحترفين نجد أن هنالك الكثير من الأحداث والمواقف والقرارات التي لا تليق بسمعة ومكانة الدوري السعودي من المؤكد في حالة استمرارها أنها ستعيده إلى مراكز متأخرة، فضلا عن تأثيرها السلبي على الأندية والجماهير والكرة السعودية عموما، وقد رأينا ذلك في أكثر من مباراة، وستتكرر بطريقة أسوأ في المواجهات القادمة ومع زيادة حدة المنافسة على المراكز جميعها وليست المقدمة وحدها.
بحكم رئاسته لهيئة دوري المحترفين السعودي ندرك تماما اهتمام وحرص الأمير نواف بن فيصل ورغبته الأكيدة في أن يظل دوري زين متميزا وعالميا وداعما ومطورا للأندية والمنتخبات السعودية، لكن خوفا من الانعكاسات المحتملة بعد أن تفاقمت المشكلات وصارت متلازمة مع أغلب المباريات، فإننا نتطلع من سموه التدخل لحماية الدوري وحفظ حقوق الفرق من أخطاء فادحة ومؤثرة دائما ما تأتي من أمانة الاتحاد ولجان الانضباط والتحكيم والمسابقات، ولأسباب أبرزها وأخطرها وجود أسماء تعمل في أكثر من منصب ولجنة، وكأننا لسنا في بلد الخير والنبوغ والعطاء والعشرين مليون نسمة وما يقارب الثلاثين جامعة، والمشاريع العملاقة والإنجازات العظيمة في العديد من المجالات وتحديدا الرياضية منها.
يا سمو الأمير نحن أمام لجان مهمة وحساسة وتتحكم بطريقة مباشرة بمصير الدوري وحاضر ومستقبل الكرة السعودية، وما لم تعمل بتخصص واحترافية وتتوفر لها الأسماء المؤهلة والمتفرغة بعيدا عن الازدواجية فمن البدهي أن يكون لها مردودا سلبيا على جهودكم وبرامجكم وخططكم وأفكاركم في هيئة دوري المحترفين المتحفزة لتحقيق المزيد من النجاح في مهام عملها والتفوق والتألق في سائر مخرجاتها.
***
* رغم قناعتي بأن رئيس الشباب خالد البلطان يضطر دائما للحديث عن قضايا وهموم ناديه بسبب عدم وجود أصوات شرفية وأقلام شبابية تقوم بدور المدافع عن حقوق الليث كما في الأندية الأخرى إلا أنني اختلف معه على اختياره أحيانا لبعض المفردات الانفعالية الحادة التي يستغلها خصومه للنيل منه ومصادرة نجاحاته..
* يقول نائب رئيس لجنة الانضباط عبدالله الناصر إن اللجنة لم تنقل مباراة النصر بعد حادثة مباراة الاتفاق الموسم الماضي لأن اللائحة الجديدة كانت في طور الصياغة حينها.. طيب لماذا لم تطبقوا اللائحة القديمة التي تعد سارية المفعول لحين إقرار الجديدة؟!، عموما في اللائحتين العقوبة تنص على نقل المباراة، ولا ندري كيف بدأ الموسم الماضي بدون لائحة واضحة ومعروفة ومعتمدة؟!
* فرق تعاقب تعسفيا وقد تظلم تحكيميا ومع هذا تفوز وتتألق وتحقق الإنجازات، وأخرى تخسر بأخطائها وتتدهور موسميا لأنها تستسلم لأوهامها وتخترع أعذارا ومبررات لا وجود لها..
* يتجه التحكيم أسبوع بعد آخر إلى المزيد من التخبط والفوضى والضياع!
* قلناها ونكررها أزمة التحكيم إدارية.
* هلال جيريتس يهاجم بقوة ويبدع ويمتع ويسجل بحرفنة، لكنه يتهاون ويتساهل في الدفاع عن مرماه..
* أية معايير هذه التي تجعل النصر يحقق جائزة زين في ثلاث جولات من أصل خمس لعبها حتى الآن وهو الذي يحتل المركز السابع بست نقاط لا غير؟!
* الأكيد أن جماهير النصر التي تتعامل وبدون اقتناع بمستوى فريقها مع هكذا تصويت مدفوع الثمن لا تعلم أنها بحماسها العاطفي تضره ولا تنفعه وتدمره أكثر من أنها تحفزه، وتدفعه إلى مواصلة انحداره بدلا من أن تجبر مسيريه على ترتيب أوراقه ومراجعة حساباته..
* النصر أكثر فوزا بالجائزة من الهلال المتصدر بـ 16 نقطة، بل إن الاتحاد الذي لم يتعادل ولم يخسر والشباب المنافس بقوة على الصدارة لم يحققا الجائزة أصلاً..!