ارتفاع أسعار بعض السلع الطبية والعشبية، ليس له مبرِّر سوى جشع بعض التجار واستغلالهم للظروف التي تدفع المستهلكين إلى شرائها. هذا الجشع أيضاً يدفع بعض التجار إلى تسويق خلطات طبية ما أنزل الله بها من سلطان !.
من هذه الظروف ما يعيشه الناس من مخاوف حيال وباء (إتش 1 إن 1) المسمّى إنفلونزا الخنازير، فبعض النصائح الطبية وبعض الشائعات أيضاً، دفعت الناس إلى شراء المعقّمات وكذلك الأعشاب التي راج عنها أنها تقوي جهاز المناعة لدى الإنسان وتقيه من الوباء!.
فمع الأسف الشديد، لجأ بعض تجار الجملة والتجزئة إلى احتكار المعقّمات ومنعها من السوق حتى تنفد، وذلك لطرحها مرة أخرى بأسعار مضاعفة. وفي خبر أوردته (الجزيرة) أمس، فإنّ أسعار معقّمات (الجل) الخاصة باليدين، ارتفعت من سعر 4 ريالات إلى 14 ريالاً في غضون أسابيع قليلة!. وقد ترتفع إلى أكثر من ذلك في موسم الشتاء الذي يعد بموجة جديدة للوباء!.
لا شك أنّ هناك خللاً رقابياً من وزارة التجارة والبلديات وحتى من وزارة الصحة، وكل من له علاقة بأسعار السلع. وهذا الخلل يجب علاجه حماية للمستهلك الذي تنهشه من كل جهة الأسعار المرتفعة ارتفاعاً غير مبرّر!.
الأمر الآخر الذي ورد في نفس الخبر والمتعلّق بالأعشاب المباعة في محلات العطارة، هو أنّ نصف الأعشاب المباعة في هذه المحلات غير صالحة للاستعمال ولها مضاعفات خطيرة، وفقاً لدراسة بهذا الشأن! ففوق أنها مرتفعة الأسعار، فإنّ نصفها غير صالح للاستعمال!. ولذلك من الضروري جداً تنظيم سوق الأعشاب ومراقبتها، وتوعية المستهلكين بأهمية اتباع الإرشادات الطبية الموثوقة، وعدم الانجرار خلف الأوهام، حتى لا يقعوا في مزالق طبية خطيرة لا سمح الله.
المستهلكون لا حول لهم ولا قوّة إلاّ بالله، وخاصة في ظل غياب الوعي الاستهلاكي المتحضِّر عند كثير منهم، وبدون مساعدتهم من الجهات المسؤولة، فإنهم سيقعون فريسة للجشع الذي لا حدود له!.