مبروك صار عندك ولد.. فرحة وبهجة وقبل كل هذا الحمد لله والشكر، وهنا يبدأ والد المولود بالأعمال القانونية والثبوتية لهذا الطفل من المستشفى إلى الجوازات حتى ينتهي المطاف بالأحوال المدنية في جدة.

وهنا تبدأ المعاناة وأي معاناة... ذهبت وكلي إشراق لاستخراج شهادة ميلاد لطفلي وقد كنت سعيداً بهذا أنني أصبحت أباً وأنهي معاملة طفلي الأول، فلدى دخولي دائرة الأحوال وجدت لوحات إرشادية تفيد المراجع بماهية الأوراق الثبوتية المطلوبة فاستبشرت خيراً وجهزت كافة الأوراق، ولدى تقديمي للمعاملة سألني الموظف بأن أحصل على رقم... صراحة النظام جميل، لكن المشكلة هي الحصول على الرقم فسألت وتبين لي أنه علي استلام الرقم من الصباح الباكر.

ذهبت في الصباح الباكر على بداية الدوام فأفادوني أن الأرقام انتهى توزيعها تعجبت للغاية وذهبت لمدير قسم المواليد في الطابق الثاني، وقال لي عليك القدوم بعد صلاة الفجر للحصول على الرقم، في بداية الأمر شعرت أنه يمزح وسيدلني كيف أحصل على الرقم، لكني صعقت بأن الموضوع صحيح علي أن أقف بالطابور بعد صلاة الفجر فقلت للمدير هذا غير منطقي نحن نراجع الجوازات والمرور وتنتهي معاملاتنا بكل يسر وسهولة بل حتى الأحوال المدنية بالرياض كنت أنهي معاملاتي بكل سهولة لماذا هنا في جدة غير... فقال لي سعادة مدير القسم: هذا ما لدي، فخرجت وفي وجهي مئات علامات الحزن والتعجب، بينما هممت بالمغادرة إذ يناديني أحد المراجعين قائلاً: يا أخي كي تحصل على الرقم إما أن تأتي بعد صلاة الفجر مثلي وإن كانت حالتك ميسورة اذهب إلى أحد العمال الشرق آسيويين بالخارج وتفاهم معه... زادت علامات التعجب!! ذهبت للأخ الشرق آسيوي قبل أن يرد السلام قال لي (تريد رقما بـ 300 ريال، أوقف مكانك بعد صلاة الفجر وأحصل على الرقم وأنت بعدين تأتي في الصباح تأخذ الرقم مني لأنه يتوجب أن تقدمها بنفسك).

والله لم تطاوعني نفسي لهذا العمل وساعدني أحد الإخوان في مقر عملي وحصل على الرقم في الصباح الباكر جداً جداً، وأنهيت المعاملة... نحن في ظل الطفرة الإلكترونية وها نحن نرى معظم المعاملات في الدوائر الحكومية منظمة وتنتهي إلكترونياً بكل يسر وسهولة... أيعقل بعد كل هذا التقدم الإلكتروني أن نرى من يقول لنا قف بالطابور من بعد صلاة الفجر.. حقاً أمر غريب.

وبعد ذلك قررت أن أعمل بدل العقيقة عقيقتين واحدة لولادة طفلي والأخرى لإنهاء معاملة إصدار شهادة ميلاده... والدعوة عامة للعقيقة الثانية لكل من يقرأ مقالي.