Al Jazirah NewsPaper Monday  26/10/2009 G Issue 13542
الأثنين 07 ذو القعدة 1430   العدد  13542
النقد وقيمة الكلمة عند الأمير سلمان
مصطفى محمد كتوعة

 

إذا كانت الصحافة مطالبة بالدقة والموضوعية فالمسؤول أيضاً عليه ألا يضيق صدره بما تطرحه الصحافة من قضايا ويتناوله الكُتّاب من نقد بشأن قصور في الخدمات أو مشكلات يعاني منها قطاع من المواطنين. وعندما تتهاون الصحافة في دورها أو تبالغ سلباً أو إيجاباً تكون قد أضاعت بوصلتها.

إن توازن العلاقة بين الصحافة والمسؤولين يكون بالتأكيد لصالح الوطن والحقيقة في النهاية، وهذه الرؤية تتمثل في رؤية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، فمعروف عنه حبه للصحفيين وتقديره لكل الإعلاميين وتأكيده على دور الكلمة الموضوعية والنقد الهادف الذي يبين الحقيقة إيجابية كانت أو سلبية؛ لتأتي الحلول عاجلة من الجهات المختصة؛ حتى لا تتراكم المشكلات تحت الرماد وتؤثر على تنمية الوطن والمواطن وتضيع ثمار الجهد الكبير والبذل غير المحدود من الدولة لإنجاح خطط التنمية.

إنَّ سمو الأمير سلمان (أبي فهد) - حفظه الله - وثيق الصلة بالعقول الصحفية وأصحاب الكلمة والرأي، وقريب منهم دائماً، يطمئن على قضاياهم ويتابع طموحاتهم ويرعى تطلعاتهم مثلما يتابع بعين فاحصة وعقل وقلب مفتوحين كل ما يُطرح، ويخضعه لميزان دقيق ينصف ما يستحق الإنصاف ويقوّم ما يحتاج إلى تقويم، ولا غرابة في أن نجد هذه المتابعة والتفاعل من سموه، مقدماً القدوة المضيئة لكل من يعنيه النقد بألا يضيق بما تطرحه الصحافة من رأي ونقاش، وللمسؤول حقوق أهمها الموضوعية والحقائق في النقد، وفي كل الأحوال فإن أبسط حقوق القارئ معرفة الحقيقة ولا سواها، وأن يصل صوته إلى من يهمه الأمر، وأعتقد أن صوت المواطن يصل بسرعة ووضوح عبر الصحافة ووسائل الإعلام دون الأبواب والقنوات المؤدية إلى المسؤولين، ويتعرف مباشرة على هموم وشكاوى المواطن من خلال الجهد الصحفي أو آراء الكُتّاب في مقالاتهم، وكلها قنوات تعبير تصل بالحقيقة أو يجب أن تعلو فيها الحقيقة والموضوعية دون الإساءة إلى جهد أو لجهة أو لشخص أو شخصية عامة.

لقد أوضح الأمير سلمان هذه الأسس، ومن ذلك ما أكد عليه سموه خلال رعايته حفل سابق لتوزيع جوائز صحيفة الرياض بقوله: (نحن دولة ومسؤولين نرحب بالنقد، بل نعتقد أنه شيء إيجابي وشيء ضروري.. وقد قلت في مناسبة سابقة إن كان النقد حقيقة فيستفيد منه المسؤول وإن كان هناك خطأ أو عدم فَهم أو عدم إلمام بالقضية كذلك يستفيد المسؤول منه حتى يبين الحقائق الموجودة عنده، وهذه أيضاً تخدم الهدف العام).

وأضاف سموه: (يجب أن نقبل النقد، يجب أن يكون النقد هادفا بنّاء؛ لأني أقول لكم بكل صراحة كل صحافتنا العربية أو كل إعلامنا العربي مع الأسف بدأ عندنا ما أسميه جلد الذات).

هكذا يؤكد أمير الإعلام سلمان بن عبدالعزيز على رسالة الإعلام؛ ولذلك لا نريد أن يكون التعامل مع الإعلام من خلال فسطاطين، من يريد فقط الإشادة والثناء، ومن لا يرى غير النقد أو نصف الكوب الفارغ إلى حد جلد الذات، وهذه نقطة مهمة تحتاج إلى تفهم وقناعات مشتركة راسخة بين الصحافة والمسؤول، وتوازن يحفظ للموضوعية مكانها ويعتمد لغة الحقائق، وهنا يقول سمو الأمير: (نعم كل شيء فيه إيجاب وسلب، والمتفائل يرى نصف الكأس (مليان) والمتشائم يرى نصف الكأس (فاضي)، لكن يجب علينا أن نتحدث عن النصف (المليان) والنصف (الفاضي).. وأنا لا أقول المدح أو المبالغة في المدح.. قولوا للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت، وهذه قاعدة إسلامية شرعية منصفة).

ومن الثوابت في رؤية الأمير سلمان تجاه دور الإعلام ما أكد عليه سموه: (أقول هذا الكلام من منطلق أني أطلع وأرى الصحافة والتلفزيون وكل وسائل الإعلام، والإنترنت الآن أصبح بعض الإخوان يأخذون المعلومات منه..). ويضيف سموه: (نعم فيها أشياء حقيقية، لكن نتحرى عنها: من كتبها؟ ما هو هدفك منها؟ وفيه أشياء غير حقيقية مثل الشائعات).

إن هذه المحصلة تضعنا أمام رؤية وقناعات واضحة يجسدها سمو الأمير سلمان، ورغم تأكيده أن شهادته مجروحة في الإعلام عامة والصحافة خاصة بما يميز علاقته بهما وبأصحاب القلم والكلمة والرأي من دعم ورعاية، إلا أن شهادته وحبه للإعلاميين لا يحولان أبداً دون مبادئه وميزان عدله وحزمه ورؤيته الثاقبة وحكمته كرجل دولة من الطراز الأول وصاحب القلب الكبير.

لقد حظي الصحفيون والصحافة برعاية أمير الإعلام سلمان بن عبدالعزيز الأمير الإنسان، رجل الدولة والقارئ والداعم والراعي لتطلعات الصحفيين وطموحات الحرية المسؤولية، يحظى الصحفيون بهذا التواصل الكريم من الأمير الجليل، وقد توافر لصحافتنا وإعلامنا عامة مناخ رحب في عهد الخير بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله وولي عهده الأمين الأمير سلطان والنائب الثاني الأمير نايف حفظهم الله، وما يحظى به الإعلام السعودي من اهتمام وتوجيه من معالي الوزير الأستاذ عبدالعزيز خوجة. ومن هذه الرعاية الدائمة من الأمير سلمان للصحافة والصحفيين يجد أبناء هذه المهنة شعوراً قوياً من الاعتزاز بهذه المساحة من الحب لهم في قلب الأمير الإنسان سلمان بن عبدالعزيز.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد