بتيسير من الله تعالى ثم بتشجيع معنوي ومادي من جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، وبإشراف وزارة التعليم العالي، سعدتُ بحضور المؤتمر الأول للمرأة العربية في العلوم والتكنولوجيا في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك في أواخر شهر سبتمبر 2009م، برعاية الأميرة هياء بنت الحسين حرم سمو الشيخ محمد آل مكتوم نائب رئيس الدولة وحاكم دبي.
وكان شعار المؤتمر: التعزيز من أجل التنمية في العالم العربي، وقد نظمته المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، وذلك بعد انتهاء المرحلة الأولى من مبادرتها حول تمكين المرأة العربية العاملة في العلوم والتكنولوجيا في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وإطلاق المؤسسة شبكة متخصصة تجمع الباحثات والرائدات العربيات في مجالات العلوم والتكنولوجيا باسم شبكة المرأة العربية للبحث والتطوير والابتكار.
وقد لفت نظري ونال إعجابي الحرص الكبير من جامعة الأميرة نورة على حضور من يرغب من منسوباتها مع اشتراط محارمهن، على مسئولية الجامعة المادية، وكذلك حفاظ الحاضرات من أعضائها على الحجاب الشرعي الكامل والمشاركات الإيجابية، حيث كنّ صورة مشرفة للمرأة السعودية المسلمة في كل شيء، مما انعكس على رؤية الجميع لهن بعين الإعجاب والتقدير.
كما حضر المؤتمر كوكبة من العلماء والباحثين رجالا ونساء، إلا أن الأغلبية كانت للنساء المتميزات، وكان في مقدمة الحضور العالم القدير الدكتور فاروق الباز مدير مركز أبحاث الفضاء في جامعة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية، وسعادة الدكتور عبد الله بن صالح العثيمين الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية المنطلقة من المملكة العربية السعودية، وبعض منسوبات جامعات بلادنا المتعددة.
وقد كان من أهم أهداف المؤتمر التعرف على واقع المرأة المتخصصة في ميدان البحث العلمي في عالمنا العربي، وتسليط الضوء على الدور العلمي المتميز للمرأة العربية في مجالات الحياة المختلفة، وإطلاق منظومة أساسية للتواصل الإلكتروني والعلمي بين نساء العالم والتكنولوجيا تحقيقا للتنمية الإيجابية المطلوبة، وكذلك تكوين عدد من مجموعات العمل لتطوير مشاريع تنموية فاعلة يمكن تنفيذها.
وكانت محاور المؤتمر واقعية وطموحة في مجملها، وأهمها: القرار السياسي وتعزيز امرأة العلوم والتكنولوجيا في العالم العربي، ومبادرة تعزيزها في التنمية من حيث الإنجازات وآليات العمل، والجهود الفردية والجماعية لدعمها، وقيادات الأعمال النسائية وتمكينها في المواقع الملائمة، ومناقشة التحديات التي تعرقلها، وكيفية مواجهتها بالحلول البناءة.
وأهم من هذا كله: ما هو دور الإعلام (السمعي والمرئي والمقروء) في المساهمة في تطوير امرأة العلوم والتكنولوجيا في العالم العربي، حيث إن الإعلام يلعب دورا بارزا في واقعنا المعاصر، فتناول النقاش في المؤتمر كيفية توجيه الإعلام العربي لإحداث تغيير إيجابي بناء في عرض قضايا المرأة عامة، وعلى وجه الخصوص امرأة (العلوم والتكنولوجيا)، لأن هذين السلاحين هما وسيلتا الرقي المعاصر لخدمة ديننا وأوطاننا ومجتمعاتنا.
* * *