الجزيرة - معن الغضية:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة الرياض بالنيابة أن التعليم العالي في المملكة يتجه بخطى ثابتة نحو الريادة العالمية في ظل التوجيهات الرشيدة من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني يحفظهم الله. وقال سموه في كلمة لدى افتتاحه المؤتمر الدولي لريادة الأعمال أن ما سيطرحه من رؤى وأفكار جديدة يعكس هذه الريادة والتوجه نحو التطورات الجديدة في التعليم الجامعي. وتمنى سموه لجامعة الملك سعود مزيداً من التميز والرقي ولجميع الحاضرين لهذا المؤتمر التوفيق والسداد.
وكانت فعاليات المؤتمر قد بدأت بكلمة الدكتور أحمد الشميمري قال فيها: أنشئت الجمعية السعودية لريادة الأعمال لتكون الجمعية العلمية على مستوى الوطن الراعية لهذا العلم وتأصيله وتطويره، كما بدأت برنامجا تطبيقياً فريدا بالاشتراك مع جامعة سويدية عريقة هو زمالة جامعة الملك سعود لريادة الأعمال، حيث لا يتخرج الطالب بشهادة من ورق ولكن بمشروع من ورق إن لم يكن ذهبا وألماسا. كما أنشأت دبلوما عاليا لتأهيل المرشدين كأول دبلوم مهني على مستوى العالم العربي، وأدخلت الجامعة في مناهجها التعليمية ابتداء من السنة التحضيرية تدريس مادة ريادة الأعمال بإشراف وشراكة مع جامعة أمريكية متخصصة في ريادة الأعمال.
وقال: إن هذا المؤتمر واحد من مؤتمرات عديدة تشهدها الجامعة والوطن بكل افتخار واعتزاز. لكن تاريخ علم الريادة في هذا الوطن الغالي سيدون هذا اليوم بمداد من ذهب كأول مؤتمر يخصص لنشر ثقافة هذا العلم وتأصيل مفاهيمه وتأطير أسسه المهنية والعلمية. وسيطرح في هذا المؤتمر ستة محاور هي: المحور الأول الفكر الريادي في الأعمال، والمحور الثاني: السلوك الابتكاري وتنمية الإبداع، والمحور الثالث اقتصاديات المعرفة ورجال أعمال المستقبل، والمحور الرابع رائدات الأعمال والتنمية المستدامة، والمحور الخامس دور الجامعات ومؤسسات المجتمع في دعم الابتكار وريادة الأعمال، وأخيرا المحور السادس الجهات الداعمة للابتكار وريادة الأعمال. وكانت الاستجابة - ولله الحمد - مع ضيق الوقت موفقة ومسددة، فقد شارك في موضوعات هذا المؤتمر ثلاثين خبيرا ومتخصصا محليا ودوليا يمثلون عشر دول عربية ودولية. وقد ورد للمؤتمر أكثر من ثمان وثلاثين ورقة عمل وبحث ومشاركة، كما استعد للمشاركة في ورش العمل التدريبية المجانية أكثر من 20 مدربا ومدربة في شتى مجالات ريادة الأعمال. كما سجل في المؤتمر تسجيلا مبكرا أكثر من 700 مشارك على موقع الإنترنت.
بعد ذلك ألقى مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبد الله العثمان كلمة رحب فيها بسمو الأمير سطام، وقال إن تنظيم الجامعة لهذا المؤتمر يأتي مباركة واستجابة لتوجه وزارة التعليم العالي نحو التعليم التطبيقي، وبناء ثقافة المعرفة والتنمية المستدامة في المجتمع لبناء جيل متميز في مجالات الإبداع والابتكار، وقال إن المؤتمر لم يعتمد على البحث العلمي والأوراق الأكاديمية المباشرة بل نهج منهجاً عملياً في مشاركاته واطروحاته فمن خلال هذا المؤتمر بدأت الجامعة مشروع تشغيل الطلاب الموجه ليشارك أكثر من 200 طالب في العمل في لجان المؤتمر، كما أتاح المؤتمر للطلاب المبدعين المشاركة في المعرض بابتكاراتهم واختراعاتهم، وسينطلق من هذا المؤتمر تمويل 100 مشروع طلابي ليكونوا إضافة حقيقية لبناء الاقتصاد المعرفي في وادي الرياض للتقنية. وفوق ذلك كله سوف تطلق جمعية ريادة الأعمال الرخصة الدولية لريادة الأعمال كأول رخصة مهنية تؤهل الشباب كي يكونوا قادرين على إنشاء عمل حر. كما سيوقع في هذا المؤتمر ممثل الطلاب في الجامعة أكثر من مبادرة تخدم طلاب وطالبات الجامعة. وبهذا فإن هذا المؤتمر بدأ بتطبيق التوصيات لا مجرد وضعها وباشر في مباركة المبادرات لا التنظير لها.
عقب ذلك ألقى وكيل جامعة الملك سعود للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور علي بن سعيد الغامدي كلمة عبر فيها عن عظيم شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام على اهتمامه ورعايته ودعمه لأعمال المؤتمر الدولي الأول لريادة الأعمال ولصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز لتشريفه افتتاح فعاليات المؤتمر، مشيرا إلى الاهتمام الدائم الذي يوليه سموهما للجامعة وأنشطتها.
وأكد الغامدي أن هذه الرعاية الكريمة هي امتداد طبيعي لدعم حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ومؤازرة ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم - لمؤسسات التعليم العالي وتقديم الدعم الذي يساعدها على أداء رسالتها الحيوية على أصعدة التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع.
وأوضح أن المؤتمر يعد الأول من نوعه على مستوى المنطقة لتناوله كل الرؤى والتجارب في دعم وإنماء ريادة الأعمال وتنمية التفكير الريادي واقتصاديات المعرفة وتطبيق مفهوم المجتمع المعرفي والتحول نحو التعليم التطبيقي المنتج، مؤكداً أن هذا المؤتمر يأتي ضمن توجه جامعة الملك سعود نحو الاهتمام بريادة الأعمال من أجل رعاية وتبني العناصر البشرية والمشروعات الريادية وتوفير متطلبات ومقومات التفكير الابتكاري والسلوك التطويري لدى أفراد المجتمع، بما يساهم في معالجة الفجوة بين المعرفة والتطبيق ولتأكيد المسؤولية المهنية لمؤسسات المجتمع للتعاون في إعادة التفكير والنظم لتصبح ريادة الأعمال ثقافة فردية ومؤسسية ومجتمعية.
عقب ذلك أشرف صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز على توقيع ست من مبادرات الطلابية، وفي نهاية الحفل قام سموه يرافقه مدير جامعة الملك سعود ووكلاء الجامعة بجولة على المعرض المصاحب للمؤتمر، عقب ذلك قام سموه بزيارة لكلية العلوم لزيارة مقر وادي الرياض للتقنية.