Al Jazirah NewsPaper Monday  26/10/2009 G Issue 13542
الأثنين 07 ذو القعدة 1430   العدد  13542
مستعجل
ذو الأمانتين.. متفق عليه
عبد الرحمن بن سعد السماري

 

هناك أشخاص لا يمكن أن تبتعد صورهم عن الذاكرة مهما كان الزمن يفصل بيننا وبين يوم وفاتهم.. ذلك أنهم أناس مؤثرون تركوا سيرة عطرة وذكرا حسنا.

** تركوا إرثاً طيباً من الأخلاق والتعامل الرائع..

** فصورة الدكتور صالح بن عبدالله المالك أمام عيني رغم مضي ما يزيد عن عام ونصف على وفاته رحمه الله..

** مازلنا نتذكر أبا هشام بلطفه ولباقته وهدوئه وصراحته وطيبته وثقافته الواسعة الشاملة وصدق تعامله

** مازلنا نتذكر سجايا هذا الإنسان الذي أجمع الناس على محبته.

** وأبو هشام.. صديق للجميع منذ أن عرفناه حين تعين أميناً عاماً لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وكان له لمسات وبصمات ورؤى أعجبت المسؤولين والقائمين على هذه الجامعة العريقة.. حيث أدخل عدداً من المواد الحديثة التي يرى ان الطالب في أمس الحاجة لها في مواجهة الحياة التي تغيرت وتبدلت وصارت شيئا مختلفا تماماً.. حيث تم إدخال عدد من المواد في المعاهد العلمية.. كالرياضيات والعلوم.. مثل الكيمياء والفيزياء والأحياء وبعض المواد الإنسانية.. مثل علم النفس وعلم الاجتماع وكذا اللغة الإنجليزية.. وكان ذلك لأول مرة في تاريخ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وأسهم ذلك في تخرج دفعات متسلحة بالعلوم الحديثة.. إلى جانب العلوم الشرعية واللغة العربية.

** كان صاحب نظرة بعيدة.. وكان يشدك بحديثه.. وكان إذا تكلم تمنيت أنه لا يسكت لعذوبة حديثه وصدقه وحجم المعلومات المتدفقة من حديثه.. كحصيلة أكيدة لثقافته الواسعة.

** ومعالي الدكتور صالح المالك - حسب علمي - تقلد عددا من المناصب ما بين جامعة الإمام ووزارة الشؤون البلدية والقروية ومجلس الشورى والجامعة التي درس فيها.. كما قدم عدداً من الدراسات والأبحاث المتعلقة بالمجتمع.. وكان يسافر كثيراً.. وله دراساته وأبحاثه الخارجية.. وهو شخص مغرم بالقراءة والبحث والاطلاع.. دقيق العبارة.. ينتقي عبارته بدقة.. وكان شخصاً متواضعاً بسيطاً قريباً من قلوب الناس.. يصغي لكل رأي.. ويحترم كل متحدث.

** عندما تتحدث مع أي من أعضاء مجلس الشورى الذين عاش معهم قرابة (16) عاماً تجد الثناء الذي لا يتوقف.. وتجد صوراً أخرى من حياة هذا الإنسان الكبير بقلبه.

** لقد أثرى مجلس الشورى كعضو لثلاث دورات متتالية.. وكان له حضوره الفاعل.. وكانت له مداخلاته المشهودة.. وكانت له مبادراته ومقترحاته التي تحولت إلى قرارات من قرارات المجلس.

** ويوم اختير أمينا عاما للمجلس.. حلَّق بهذا الموقع مجددا.. وأدخل عليه الكثير من التعديلات.. وكان قريبا من العاملين معه.. وموقع الأمين العام يشرف على الجزء الأكبر من عمل المجلس.. ويتولى الكثير من مسؤوليات العمل.. وبالتالي فقد أخذ هذا العمل منعطفا آخر.. رغم أنه استلم العمل من شخصية إدارية محنكة.. وهو الدكتور حمود البدر.

** ويوم مرض معالي الدكتور المالك.. تواصل معه الكل.. بل إن هناك من مُرض لمرضه لشدة محبة الناس له.. وكان كعادته.. قوياً صابراً محتسباً لم تفارقه ابتسامته ولا روح الدعابة.. ولا محاورة كل من سأل عنه حتى اختاره ربه لجواره.. وعندها.. عجزت الصحف عن نشر ذلك السيل الجارف من المشاركات والآراء والكتابات وقصائد الرثاء ومقالات التأبين.

** فاضت الصفحات وحالت مساحات النشر دون نشر أضعاف أضعاف ما نُشر على أن هناك محبين له.. لهم مكانتهم ولكنهم لا يستطيعون التعبير عما في نفوسهم.

** نعم.. هو شخص اتفق الناس.. كل الناس على حبه.. فهو إنسان (متفق عليه) وقد أحسن أستاذنا الكبير خالد حمد المالك رئيس تحرير هذه الصحيفة عندما جمع بعض ما كُتب عن أبي هشام في مؤلف يقع في حوالي (400) صفحة وهو لا شك عمل قليل في حق إنسان أجمع الناس على حبه.. لا يأتي ذكره في مجلس إلا وتسمع كلمات (ونعم) تكرر عشرات المرات.

** هذا ما ترك أبو هشام من سيرة عطرة.. وهذا ما يبقى للإنسان من ذكرى في هذه الدنيا.. رحمه الله رحمة واسعة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد