الجزائر - محمود أبو بكر :
في تطوُّر جديد للجدل الجزائري الفرنسي حول الذاكرة طالب عبدالعزيز بلخادم، وزير الدولة والممثل الشخصي للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، أمس فرنسا ب(الاعتذار والتعويض عن الجرائم الوحشية والإبادة الجماعية التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي طيلة 132 سنة في حق الشعب الجزائري). واعتبر بلخادم الذي يتقلد أيضا منصب الأمين العام للهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني (الحاكم) في كلمة ألقاها في مدينة عين ولمان بمناسبة الذكرى ال55 لاندلاع الثورة الجزائرية أن (هذا المطلب يكتسي بُعدا شعبيا، وهو أقوى من أي قرار يتخذه البرلمان الفرنسي لتمجيد الماضي الاستعماري الفرنسي). وقال الوزير إن (الحقبة التدميرية الاستعمارية كانت بالفعل من أبشع وأصعب الحقب التي عاشها شعبنا؛ إذ تمت إبادة قرى كثيرة عن آخرها بمن فيها، كما تم نفي الآلاف و قتل الملايين وتشريد النساء والأطفال والشيوخ وتعذيب الأحرار)، متسائلا (إن كان في مقدورنا اليوم طي صفحة الماضي استجابة لبعض المطالب بعدما قاموا هم (الفرنسيون) بإصدار قرار يمجد تلك الحقبة الشنيعة).
وقد أدت المطالب الجزائرية المتكررة من فرنسا بالاعتراف بالجرائم التي نسبت إلى الاستعمار الفرنسي خلال فترة الاستعمار (1830-1962)، إلى فتور في العلاقات الثنائية بين باريس والجزائر، وأجلت الكثير من المشاريع الاستثمارية الفرنسية في الجزائر، كما تتحدث مصادر دبلوماسية عن أن تأجيل زيارة بوتفليقة إلى باريس يأتي في ذات الإطار. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد ندد خلال زيارة إلى الجزائر في ديسمبر 2007 بالنظام الاستعماري، ولكنه رفض فكرة الاعتذار.