كتب - عبد الله الهاجري
يبدو أنّ الكثير من الأمور ستختلف في رمضان القادم فالأحاديث التي كانت تدور في الغرف المغلقة واللعب من تحت الطاولات سيطفو إلى سطحها، وستظهر علناً تلك المشكلات التي كانت تُدمدم وسيتضح حقيقتها، والنقد القاسي التي واجهوها في تكرار الكركترات والقصة التي بلا أساس ستتبدل .
هذا القليل من الكثير الذي سيكون عليه الموسم الرابع من المسلسل الكوميدي (بيني وبينك)، والذي انطلقت حلقته الأولى في الثاني عشر من شهر سبتمبر عام 2007 اتضح بحسب القائمين أنه سيكون بحلقات متصلة منفصلة، وسيكون هناك الكثير من التعديلات والتطورات التي سيشهدها حتى يحقق الفائدة والتنافس.
وبحسب أحاديث سابقة كانت (الجزيرة) مطلعة على الكثير منها، فإن فريق عمل بيني وبينك سينقل خطته في اللعب لرمضان القادم بنفس خطة منافسة (طاش 17) والذي واصل تحقيق نجاحات مرضية - أقصد هنا طاش - لأنّ الجماهير حكمت عليهم بهذا التغيير فاضطر المشرف العام حسن عسيري للاستجابة لرغباته للدخول في نفس خط وطريقة لعب - الطاشيين - ، وحسب ما نعلم أن عسيري كان حريصاً على (الخوض) في غمار هذا الخط وبالذات بعد الجزء الثاني من عملهم، وكان يصرح للمقربين حوله بهذا الشيء، ولكن تردده وخوفه من التعليقات التي سيجدها من معسكر الخصم جعله يتراجع كثيراً عن الإقدام على هذه الخطوة، ولكنه وبعد ثالث موسم، وبعد أن قرأ الملعب جيداً وطريقة الخصم، فقد قرر في الموسم القادم أن يسلك الطريقة نفسها، بل وصرح بذلك وبكل قوة في عدد من الوسائل، ولم يكن هناك أي تعليقات أو ردود فعل حيال التشابه.
(الجزيرة) تقدم هنا رؤيتها للموضوع، فحسن عسيري حقيقة وبعد أن كتم الكثير من محاولته تغيير خطة لعبه، أعلنها مؤخراً بكل وضوح بأنه سيقوم بإنتاج الجزء الرابع بحلقات متصلة منفصلة، ولا أعلم هل كان يعي مثل هذا الكلام وأبعاده، هذا دليل على أن عسيري اضطر للعب وفق خطة خصمه لا بطريقته هو، ومن هنا سينعكس هذا الاضطرار سلبياً على التنافس الذي كنا ننادي به ونتمناه، أقول ذلك لأنّ طاش وعلى امتداد ستة عشر عاماً ظل ممسكاً ومتمسكاً بطريقة لعبه، وهي الطريقة التي أجادها وتقبلها الجمهور، حتى وصل صدى فرقة طاش للعربية بل وتجاوز ذلك للعالمية، أقول ذلك لأنّ - المطامر - بنفس الطريقة والروح والأداء والإحساس، سينعكس سلبياً على فريق حسن عسيري وسمعته هنا سيعيد حسن تكرار طرح 16 عاماً ولن يستطيع إطلاقاً الظهور بأي شكل جديد ومختلف عن خصمه والذي أكل وحصد وناقش جميع قضايا مجتمعه المحلية والإقليمية.
فريق (بيني وبينك) يجب عليهم التريث كثيراً قبل البدء في تنفيذ مشروعهم - المنفصل - ولا يدخلوا علناً في طريق وخط غيرهم أو من سبقوهم، وكذلك عليهم ترميم خطوطهم لأن هناك مشكلات كثيرة نعلم عنها تماماً، منها ما يتمثل بمشكلات مع أهم لاعبيه أمثال فايز المالكي وريم عبد الله، جميل أن يطعم العسيري فريقه بمحترفين حتى يستطيع المنافسة إذا ما أراد المضي في قراره، ولكن ما سمعنا أنه اتفق مع أحدهم ليحل بديلاً عن فايز المالكي، والبديل والكثير يعرفون كثرة تغيبه عن الحضور إلى جانب كثر عناده، ما جعله يحصل باستمرار على كروت حمراء في أغلب الأعمال التي يقوم بها.
على العسيري التفكير كثيراً إذا أراد التغيير بالنظر إلى جوانب الخلل لديه، بغض النظر عن البحث في الجوانب الإيجابية لدى غيره، وأن يأتي بقصة ذات أهمية لها نهاية حقيقية تحمل الكثير من الفوائد لمجتمعه، وأن يفكر في تغيير الشخصيات التي ملّ منها المشاهد وتشبع من تكرارها، وأن يبتعد كثيراً عن طريقة الإساءة للهجات والتي حاول خدمتها ولكن بشكل مسيء.
أمور كثيرة ننتظر أن يتعدل معها حال (بيني وبينك) حتى نفاخر بدرامتنا المحلية بدلاً من البكاء على اللبن المسكوب .
بقي السؤال الأهم وإجابته لدى حكم هذا التنافس وهو mbc1 هل سيرضون بتقديم عملين يحملان نفس القضايا ونفس الفكرة ونفس الرائحة ونفس الطريقة وجميع أنواع التشابه، أم سيكون لها رأي آخر إذا كانت تملك قراراً حقيقياً ويهمها أيضا تطور الدراما السعودية وانعكاسها على السمعة الجيدة، أم يكون همها فقط في نسبة الإعلانات التي تحققها من هذا العمل أو ذاك؟.