Al Jazirah NewsPaper Monday  26/10/2009 G Issue 13542
الأثنين 07 ذو القعدة 1430   العدد  13542
ربيع الكلمة
كلية الإعلام للبنات.. الحلم الأعرج!
لبنى بنت عصام بن عبد الله الخميس

 

أثبتت الدراسات أن 80% من خريجي الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية يعملون في مجالات لا علاقة لها بتخصصاتهم، وذلك بعد 10 سنوات من تخرجهم.

وتلك المعلومة تعني أن 80% من مخصصات التعليم العالي في الولايات المتحدة تذهب هدراً. وأن هناك 10 سنوات يضيعها خريجو الجامعات الأمريكيون دون إظهار مواهبهم وملكاتهم الإبداعية.

وإذا كان ذلك يحدث في بلد (شديد التقدم) كالولايات المتحدة، فما هي الحال بالنسبة لدول (شديدة التخلف) كأغلب الدول العربية!؟.

في دولة مثل الولايات المتحدة، إنهم يواجهون مشكلة واحدة حقيقية وهي عدم معرفة الشباب الأمريكي ما هي مواهبهم وميولهم الحقيقية، ومع الأسف الشديد أننا نواجه في المملكة العربية السعودية مشكلتين أحدهما كالتي تواجهها الولايات المتحدة، والأخرى أننا حتى لو تعرفنا على ميولنا واكتشفنا موهبتنا فإن بعض التخصصات غير موجودة في أي من الجامعات في المملكة!

وتلك مصيبة أخرى، تضيع بسببها آلاف المواهب والطاقات والقدرات الإبداعية الكامنة التي لم تستغل في موقعها الصحيح.

اليوم أروي لكم قصة رمزية تشبه الواقع كثيراً.

(ليان) فتاة سعودية، تقطن المدينة الرياض.. نشأت وترعرت في مناخ أدبي مشبع بالأدب والعلم والصحافة، فأباها كاتب صحفي لامع، مما جعلها أقرب إلى بلاط صاحبة الجلالة.. هذه البيئة ساهمت في خلق شيء مختلف ومميز في دخلها، فعشقت الكتابة والصحافة والقراءة منذ صغرها واطلعت خلال سنين دراستها المدرسية على الكثير من الكتب العربية والعالمية وحرصت على قراءة الصحف اليومية وأصرت على تطوير موهبتها وذائقتها الصحفية.

كان لدى ليان موهبة حقيقية غير قابلة للتشكيك وكان لها حلم رافقها طيلة سني حياتها وهو دراسة الصحافة ولكن سرعان ما اندثر هذا الحلم حين علمت أن قسم الصحافة لم يفتح بعد في أي من جامعات المملكة.

فضاعت بين زحمة التخصصات التي لا تشبهها إطلاقاً ومع مرور الزمن شغلت بدراستها الجديدة وشعرت أنها تبعثرت وبدأت موهبتها تبهت وتذبل وبل وتموت!.

كم تشبه تلك القصة واقعنا المؤلم نحن البنات، مع الاختلاف في الأحلام والمواهب والتخصصات!.

أتساءل بحسرة عن السبب الذي يمنع ويعطل افتتاح كلية للإعلام للبنات؟؟ فكم ملكة يجب أن تضيع وكم حلم يجب أن يوأد في مهده؟؟ وكم موهبة يجب أن تفاجأ وتصعق ومن ثم تختفي حتى نشعر بأهمية افتتاح قسم مهم وحيوي مثل الإعلام؟!.

فأغلب المواهب التي لا تصقل أكاديميا تكون عرجاء.. وافتتاح هذا القسم يتيح للمرأة التعبير عن قضاياها وهمومها وإيصال رسالتها إلى جميع مثيلاتها في دول العالم المتقدم دون أن يكون الرجل المتحدث الرسمي عنها.

كما أنه يؤهلها لتتقلد مناصب قيادية في مجال الإعلام ويعطيها جرعات مكثفة من الثقة وإبراز الموهبة والحضور.

كما يجعلها تؤمن بقدرتها على حل مشاكلها وإيصال رسالتها بشكل احترافي مهني صحيح للآخر.

وللأمانة هناك نساء أبدعن ونبغن وأدركن أن عدم وجود كلية للإعلام ليس سببا كافياً لينقلبن على حلمهن وعلى الرغم من عدم تأهيلهن أكاديمياً بهذا التخصص فكيف إذا جمعت الموهبة والرغبة والشغف مع العلم والممارسة والتطبيق؟.

إن للإعلام والصحافة السعودية حضوراً وموقعا متميزا في خارطة الإعلام العربي، فالصحف السعودية حققت إنجازات كبيرة وتفردا واضحا، وفي التلفزيون إن أكبر المجموعات الإعلامية مثل (mbc) و((art و(روتانا) هي سعودية الجنسية ولكن المرأة مازالت محرومة حتى من التخصص وذلك عيب مخجل ومحرج بحق المرأة السعودية أمام العالم.

أخيراً..

فتح كلية إعلام للبنات تتناسب مع الضوابط الشرعية سيكون مجالاً رحبا لاستقطاب عدد كبير من الفتيات الموهوبات الراغبات حقاً في دراسة الإعلام الذي هو ليس حكراً على الرجال.

فنحن النساء قادرات على أن نحمل القلم ونعتلي المنبر ونتقلد المناصب لنتحدث عن قضايانا ونشارك في صناعة الرأي العام دون أن يمارس بعض الرجال ذكورتهم ووصايتهم علينا!. لوزارة التعليم العالي ومديري الجامعات وأصحاب الشأن أقول..

آن الأوان أن يكون هناك كلية للإعلام للبنات فقد مللنا الوعود وننتظر تحقيق هذا الحلم الذي طال موعد تحقيقه كثيرا!.






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد