للمملكة مكانة دولية كبيرة في المجتمع الدولي بحكم ما تتمتع به من مقومات دينية واقتصادية وجغرافية لكن الأهم من كل هذه المقومات وجود الحكم الرشيد لإدارة هذه المقومات على الوجه الذي يعود بالنفع على أمتنا العربية والإسلامية إذ إن ثمة دولاً امتلكت مقومات ومزايا عظيمة، ومع ذلك انتقلت هذه المزايا إلى رزايا وعادت بالوبال على شعوبها بسبب سوء الحكم!، وبالاطلاع على تاريخ الدول الحديث والمعاصر نلحظ أن دولاً غنية بمواردها ومع ذلك ترزح شعوبها تحت وطأة الفقر بسبب تورط زعمائها في حروب أهلية، أو دولية، أو انتشار الفساد وما إلى ذلك من الأمر الذي تسبب في ضياع الثروات والطاقات.
وبعض الدول استغلت إمكاناتها الطبيعية والبشرية في إشعال الأزمات الإقليمية أو الدولية طمعاً في مزيدٍ من المكاسب على حساب الدول الأخرى، وهذه الدول غالباً ما تنتهي إلى خسائر تتكبدها شعوبها.
في حين عُرف عن دول أخرى حرصها على التعاون مع المجتمع الدولي في مجال إشاعة الأمن والسلام بين الدول والشعوب، ومن أهم هذه الدول التي اشتهرت باستثمارها لثقلها الديني والسياسي والاقتصادي لصالح السلام العالمي المملكة.
فالمملكة من الأعضاء المؤسسين لمنظمة الأمم المتحدة التي يصادف اليوم ذكرى إنشائها، بل إن المملكة من أعضائها الفاعلين، إذ إنها تعد من الدول صاحبة المبادرات التاريخية في حل عددٍ كبيرٍ من القضايا والصراعات وأبرزها القضية الفلسطينية، وبفضل من الله تعالى ثم بحكمة قادتها أنقذت المنطقة من عددٍ من الأزمات، كما أنها لم تبخل يوماً على أي دولة بحاجة إلى مساعدة مالية لإنقاذ شعبها من جائحة أو مساعدتها في التنمية.
ولعل قضايا الحوار بين الشعوب من القضايا المهمة التي اشتهرت بها المملكة عندما أطلق الملك عبدالله مبادرة الحوار بين أتباع الديانات وتبنتها الأمم المتحدة، وأشاد بها مفكرو العالم وعلماؤها.