الأحساء - رمزي الموسى:
علل الباحث السعودي المهندس صالح عبدالوهاب الموسى أسباب اندثار عدد كبير من الفاكهة التي كانت تزخر بها الرقعة الزراعية بالأحساء بعوامل التلوث المناخي. وبين الموسى في بحثه الذي طرحه في أحدية آل الشيخ مبارك أن الأحساء كرقعة زراعية خصبة تجتذب قلوب أهل الجزيرة منذ القدم لما تجوبه أرضها من تدفق للماء ومناخ مناسب. وأشار إلى أن ما حدث تسبب في انقراض فواكه عدة كانت تزخر بها الأحساء منها فاكهة الخوخ والتفاح والعنب والرمان. وبين أن من الأسباب أيضا سعة الشوارع في وسط غابات النخيل والزحف العمراني المخيف على الرقعة الزراعية وتلوث الجو بسبب المصانع التي لم تراع السلامة فيها ولم يتم تنقيتها للأدخنة المتصاعدة منها كفلترة برغم كل الانتقادات التي وجهها لهم المتخصصون. وبين الباحث الموسى أن تلوث الهواء ينعكس على الأشجار بشكل سلبي والأخطر من ذلك هو على التربة الزراعية التي تشتهر بها الأحساء والتي تعد أحد أسباب الجذب السكاني للواحة في السابق إذ إن التلوث الحاصل لواحة الأحساء يتلف خصوبتها ويتسبب في ضرر بالتربة قد يستمر لمدة عشرات السنوات. وأمل المهندس أن تكون المؤسسات والمصانع والمواطنون أكثر وعيا بهذا الأمر قبل أن تنقرض رقعة النخيل لا سمح الله، وطالب عدد من الحضور بأهمية إيجاد لجنة مشتركة بين عدة جهات حكومية تعني بالجانب الزراعي في الأحساء وحفظها من عوامل التلوث المختلفة باعتبارها واحة زراعية تخوفا من تحويلها إلى أرض صناعية وأن يكون للجنة دور في قياس نسب التلوث المناخي في الجو والتربة والماء في الأحساء حفاظا على مكتسبات هذه الأرض المميزة من وطننا الغالي والتي عرفت على المستوى العالمي بإنتاج أجود أنواع التمور واحتضانها لأكبر عدد نخيل في العالم.
