الجزيرة - الرياض:
عُقد مؤخراً تحت شعار (سياحة ودين) ملتقى الإسلام والسياحة بالعاصمة اليمنية صنعاء، تحت رعاية الرئيس اليمني على عبدالله صالح، وافتُتح من دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مُجور، وتنظيم من وزارة السياحة، وحضور كوكبة من العلماء والدعاة من داخل اليمن وخارجه، وبمشاركة من وزارة الأوقاف والإرشاد.
وبعد جلسة الافتتاح تناول الملتقى مناقشة عدة محاور تركزت في حقيقة السياحة في الإسلام ودورها في التعريف بالإسلام وكذلك أهمية السياحة بين الدول الإسلامية وبقية دول العالم.
وقد تناولت محاور الملتقى جملة من القضايا المهمة، أبرزها تعريف السياحة بالإسلام، التي عرفها الملتقى بأنها دعوة إلى الله، وخروج للعبادة وطلب للعلم، واكتساب للرزق، ونظر واعتبار في الأحوال العامة وفي آيات الله في الأرض، وترويح عن النفس، وتعارف وتآلف بين الأمم، وتضييق التباينات الفكرية. كما أوضح الملتقى الضوابط الشرعية للسياحة بالإسلام، منها الإخلاص لله تعالى في القصد، عدم السفر إلى بقعة معينة بقصد التعظيم إلا فيما ورد في الشرع، البُعد عن مواطن الفتنة والفساد.
و خلص المشاركون في نقاشاتهم وحواراتهم إلى عدد من التوصيات والمقترحات التي تضمنت دعوة العلماء والمفكرين إلى تكثيف دراساتهم وأبحاثهم وأنشطتهم في تأصيل مفهوم السياحة في الإسلام ومعالجة المفاهيم الخاطئة عنها بما يعزز الأمن والاستقرار ويجسِّد قيم التسامح والوسطية والاعتدال، وإدانة الأعمال التخريبية والأحداث الإرهابية والاختطافات المستهدفة للسياح والمقيمين والمواطنين؛ وذلك لمخالفتها لتعاليم الإسلام، ومجافاتها لقيمه السمحة ومنافاتها لعاداتنا وتقاليدنا المستمدة في مجملها من قيم الإسلام وتعاليمه، والاهتمام بالمواقع الإسلامية التي لها ارتباط بتاريخ الإسلام ورجالاته.
وكذلك أوصى الملتقى منظمة المؤتمر الإسلامي بتبني عاصمة للسياحة الإسلامية، وترتيب جائزة السياحة الإسلامية لأفضل مدينة سياحية إسلامية، وفقاً لمواصفات ومعايير متميزة تجسد القيم الإسلامية والتراث التاريخي والحضاري والإعلان عنهما سنوياً. وأوصى بالتركيز في البرامج السياحية الترويجية في الخارج والاهتمام بأبناء المغتربين من الجيلين الثاني والثالث وتشجيعهم لزيارة أوطان آبائهم وأجدادهم في البلدان الإسلامية والتعرُّف على ثقافتها ومعالمها التاريخية والحضارية والثقافية لتجديد الروابط والصلات، والمحافظة على الهوية الإسلامية.
