هناك سؤال دائماً ما يحاصرني وهو: هل للشهرة ثمن؟ ويتبادر كثيراً إلى ذهني هذا السؤال عند رؤية كثير ممن وهبهم الله شهرةً في مجتمعاتهم؛ حيث عرفتهم الجماهير (الناس) من خلال وسائل الإعلام المقروءة والمرئية سواءً من المثقفين أو الصحفيين أو اللاعبين أو الفنانين أو المذيعين أو شعراء المحاورة أو غيرهم. وهنا أريد أن أقول لهؤلاء جميعاً: إن عليهم واجبات كثيرة تجاه أفراد مجتمعهم، ولعل أول هذه المسؤوليات ما يتعلق بكونهم قدوة لمن يتابعهم ويراهم خصوصاً من فئة الشباب؛ ومن هنا فإنه - من وجهة نظري - لا يحق أبداً لواحدٍ من هؤلاء أن يخرج على شاشة التلفاز وهو يمارس التدخين، ولا أن يتلفظ بكلام ليس جيداً في مناسبة رياضية أو غيرها.
إن كثيراً من الصغار والشباب من الجنسين يتابعون هؤلاء المشاهير في برامجهم ولقاءاتهم المتنوعة في مختلف القنوات الفضائية والصحف والمجلات؛ مما يجعلهم محاسبين على كل تصرف أو لفظ يخدش الذوق العام ويخالف الأعراف والتقاليد. لقد لاحظت - على سبيل المثال- من خلال رؤية بعض القنوات الفضائية المتخصصة بالشعر خصوصاً شعر المحاورة أن هؤلاء الشعراء الذين يحضر عندهم في بعض المناسبات الآلاف من الناس يظهرون على الشاشة وهم يدخنون بكل وضوح وعلانية أمام آلاف المشاهدين. لقد نسي هؤلاء أو تناسوا أنهم قدوات في مجتمعاتهم وأن متابعيهم يرون فيهم نموذجاً ومثالاً يُحتذى، وهنا أتساءل: ماذا يمكن أن يقدم المعلمون والمعلمات للطلاب والطالبات من قيم ومبادئ في ظل سطوة الإعلام القوية؟
إنه لابد من التأكيد كثيراً على أن دور هؤلاء المشاهير من مختلف الفئات لا يقف عند حد أداء مهامهم العملية الخاصة، بل إن لهم أدواراً ومسؤوليات اجتماعية متعددة؛ وبالتالي فإن عليهم أن يقوموا بأدوارهم في سبيل دفع القضايا الاجتماعية إلى الأمام وليس العودة بها إلى الوراء. إن نظرة واحدة فيما يفعله بعض اللاعبين في أثناء المباريات المنقولة التي يشاهدها الآلاف تجعلنا نصاب بالإحباط نتيجة ما يقوم به بعضهم من مخاشنة مقصودة وتلفظ بكلمات غير لائقة وإصدار حركات غريبة على مجتمعنا. إنه في الوقت الذي نأمل أن يؤدي هؤلاء دورهم الاجتماعي بإيجابية وفعالية، نجدهم - للأسف - يقدمون أنفسهم كنماذج ليست جيدة يقتدي بها الصغار والشباب.
وهنا أقول بكل وضوح وصراحة: إن الجهد الذي يبذله الآباء والمربون خلال سنوات في التربية والتعليم وزرع المبادئ والقيم ينسفه هؤلاء المشاهير من خلال إشعال سيجارة أو فعل مشين لا يليق أمام أعين الآلاف من المشاهدين والمشاهدات. إنها دعوة صادقة لكل من ابتلاه الله بالشهرة أن يقدرها قدرها، وأن يساهم مع بقية أفراد المجتمع في أداء دور إيجابي يساعد الشباب على المحافظة على مكتسبات وطننا الغالي بجانب المحافظة على الجوانب الإيجابية في المجتمع في المجالات كافةً.
وأخيراً، فإن المطلوب من هؤلاء المشاهير كثير وكثير جداً نتيجة حصولهم على الشهرة التي يجب أن يدفعوا ثمنها مسؤوليةً اجتماعيةً متميزةً مصحوبةً بخلق وتواضع.
alelayan@yahoo.com