Al Jazirah NewsPaper Thursday  22/10/2009 G Issue 13538
الخميس 03 ذو القعدة 1430   العدد  13538

هذرلوجيا
سلمان القلب المفتوح
سليمان الفليح

 

وين المسعول؟! كلمة كثيراً ما يسمعها المراجع لدى الدوائر الرسمية وشبه الرسمية ثم يلتفت خلفه ليرى كهلاً يتوكأ على مشعابه وهو يحمل معاملة لا يعرف أين يتجه بها ولا يدري ماذا يفعل بها ولا يجد من يدله على (المسعول) بما في ذلك الموظفون الذين يعملون تحت إمرة ذلك المسعول أو المسؤول. مع أن الفرق الشاسع بين المسعول والمسؤول هو الفرق بين الثرى والثريا وذلك لأن المسؤول الحقيقي هو من يعرف تماماً أنه مسؤول أمام الله أولاً، ومن ثم أمام الوطن الذي يعمل لأجله (ممثلاً بمواطنيه) وأمام المسؤولين الكبار الذين أولوه هذه المسؤولية. وأخيراً أمام ضميره.

لذلك غالباً ما يفتح هذا المسؤول (الحقيقي) صدره أولاً وقلبه ثانياً ومكتبه ثالثاً أمام مشاكل المراجعين من أبناء وطنه. وإن لم يتمكن من فتح مكتبه فعليه أن يفتح مجلساً في دائرته لساعة أو أكثر لتلقي مشاكل وشكاوي المراجعين أسوة بالمسؤولين الكبار وإلا أصبح مجرد (مسعول) لا أكثر!! والمسؤول الذي نعنيه أو ننشده هو من يتخذ فعلاً لا قولاً سياسة الباب المفتوح التي يطبقها أولو الأمر في هذه البلاد المباركة إذ من خلال هذه السياسة الناجعة والناجحة بمقدور أي مظلوم أو (مغبون) أن يوصل صوته وشكواه للمسؤولين الكبار مهما كان وضعه (الاجتماعي أو الفئوي) بل ومهما كانت جنسيته ما دام يعمل في هذا البلد الأمين. وهذه ميزة حميدة نرجو أن يتميز يها كل مسؤول في مملكتنا الحبيبة مهما كبر أو صغر موقعه الوظيفي مع أننا نلحظ أن هنالك (متمسئلين صغارا) يحيطون أنفسهم بهالة فخيمة من (الضهوله) و(الفشخرة) وتكديس العديد من الموظفين -الديكور- قبل (التشرف) بمقابلة ذلك (المتمسئل) لأنه يهتم بالشكليات أكثر من اهتمامه بالمشاكل(!!) لذلك تجد أن لديه مدير مكتب وسكرتير أول وسكرتير ثان وسكرتير خاص بل وسكرتير لكل سكرتير، بينما لا نرى ربع هذه الجوقة الاحتفالية لدى أي مسؤول حقيقي كبير. ونحن إذ نقول ذلك فلأننا نريد أن يقتدي الصغار بالكبار ويطبق الجميع سياسة الباب المفتوح فعلاً لا قولاً. ولعل في انتهاج المؤسس العظيم عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود هذا المبدأ النبيل قاعدة راسخة لهذا التميز الإداري الذي قلما سبقه عليه أحد من الحكام والذي سار عليه أبناؤه البررة من بعده حتى يومنا الحاضر، ولأنه أورث لنا التخاطب المباشر بين الحاكم والمحكوم في مجلس الحكم والحكمة لذا فإنه من الوفاء والإخلاص والاقتداء بما تركه لنا هذا الموحد الفذ أن نسير على خطاه المباركة ولا نتعلل بالمتغيرات الشكلية التي أوقعتنا كثيراً ب(شرابيك) الروتين والتعقيد لأن هذه هي (المباشرة) الحقيقية التي تبتر كل الشرابيك وتوصلنا إلى أسرع الحلول. بل إن مقولة المتغيرات إياها التي أصبحت مشجباً نعلق عليه كل البطء الإداري لم تحد -مثلاً- من نشاط صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في البت السريع في المسائل الإدارية فهو يستقبل في مجلسه يومياً مئات المواطنين ذوي الحاجات بل وفي مكتبه وقصره أيضاً ويبت فيها مختصراً الوقت والروتين معا وذلك لأنه- حفظه الله - يفتح باب مجلسه كما يفتح باب مكتبه ويفتح باب منزله،كما يفتح قلبه وصدره للناس بل يفتح حتى هاتفه و(فاكسه) على مدار الساعة بل إنه حقيقة كما قال الشاعر:

لأجل الوطن جفنه عن النوم ممنوع

وحتى بمنامه يعتبر في دوامه


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد