القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج:
تشهد أروقة الحزب الوطني الحاكم بمصر فعاليات ونقاشات مكثفة؛ استعداداً للمؤتمر السادس للحزب، المقرر عقده يوم 30 أكتوبر الجاري، وقد رافق ذلك حيوية أيضاً في أروقة المعارضة المصرية بين مؤيد ومعارض لسياسات الحزب، وامتد السجال السياسي إلى وسائل الإعلام؛ حيث راحت الصحف تنشر توقعاتها بشأن مجريات الأحداث في الحزب بعد المؤتمر وماذا سيسفر عنه وخريطة قياداته وهل هناك تصعيد لتيار على حساب آخر، ولا يخلو الأمر في كثير من الأحيان من شائعات معادة ومكررة حول الصراعات الداخلية بين التيار التجديدي الذي يقوده جمال مبارك (أمين السياسات)، والحرس القديم الذي يقوده صفوت الشريف (الأمين العام)، ورغم نفي الطرفين حدوث ذلك إلا أن المعارضة وصحفها دأبت على ترديد ذلك.
من جانبه أكد صفوت الشريف (الأمين العام للحزب الحاكم) أن قضايا المواطن المصري ومشاكله وتطلعاته في بؤرة الاهتمام في كل أوراق السياسات التي ستعرض على المؤتمر، سواء في مجال الإنتاج أو الخدمات، وإن كل السياسات التي يتبناها الحزب وحكومته تسعى إلى الارتقاء بمستوى حياة المواطن البسيط. موضحا أن الشعار الذي اختاره الحزب لمؤتمره هذا العام، وهو (من أجلك أنت)، يعكس أولويات المؤتمر بأن كل السياسات التي ستعرض عليه هدفها المواطن المصري، ويترجم ما أشار إليه الرئيس حسني مبارك زعيم الحزب بأن كل ما يحدث على أرض مصر من جهد وطني هو من أجل المواطن البسيط.
فيما أكد جمال مبارك أن قضايا التنمية الاجتماعية والعدالة الاجتماعية ومكافحة الفقر هي القضايا التي تتصدر مؤتمر الحزب العام الحالي، وأن كافة السياسات تستهدف المواطن سواء العامل أو الفلاح أو الشاب، موضحاً أن الرئيس حسني مبارك رئيس الحزب سوف يشارك في المؤتمر بإلقاء خطاب مهم مساء يوم السبت 31 أكتوبر يسبقه باجتماع للهيئة العليا للحزب برئاسته، وأن الرئيس مبارك سيشارك أيضا في الجلسة الختامية للمؤتمر في الثاني من نوفمبر المقبل التي سيُجرى فيها حوار موسع مع أمناء الحزب بالمحافظات وعدد كبير من أعضاء المؤتمر حول مختلف القضايا.
وعن ردود فعل المعارضة بشأن مؤتمر الحزب الحاكم أوضح فؤاد بدراوي (نائب رئيس حزب الوفد المعارض) أن القضية ليست شعارات، بل الأهم هو تحقيقها على أرض الواقع؛ لتلاقي تأييدا من المواطن المصري البسيط، وهو الذي لديه القدرة على قياس نتائج مؤتمرات الوطني الذي تعود عليه نتائجها، خاصة أن كل شعاراتها تتبنى خدمة المواطن.
وهاجم الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع اليساري سياسات الحزب الحاكم ومؤتمراته وشعاراته واصفاً إياهاً بالوهمية، ومطالبا قيادات الحزب بتفعيل ذلك على أرض الواقع.
أما حركة كفاية فقد استبقت مؤتمر الحزب الحاكم بدعوة المعارضة لمقاطعة الانتخابات المقبلة؛ حيث أوضح الدكتور عبدالحليم قنديل (المنسق العام للحركة) أن ائتلاف (مصريون من أجل التغيير) قام بجولات على أحزاب المعارضة؛ لدعوة القوى السياسية لمقاطعة الانتخابات البرلمانية القادمة 2010 إذا لم يقبل النظام الحاكم بشروط المعارضة. وأشار قنديل إلى أن البيان الذي يعرض على القوى السياسية يدعو إلى مقاطعة الانتخابات البرلمانية إذا لم تتحقق 10 مطالب كشرط لخوض الانتخابات، أهمها الإشراف القضائي والدولي.