(1)
إلى متى ستأسر هالات السواد هذه عينيّ!
وتعبث خطوط التجاعيد هذه بقسمات وجهي راسمةً لها مسارات حزنٍ لا تزول!..
هذا ما سألت به نفسها عندما نظرت إلى وجهها في المرآة..
لم تكن تسرّح شعرها..
ولم تكن تضع شيئاً من المساحيق على وجهها..
أرادت فقط أن تزيل آثار (دمعها)!
(2)
كادت تعاود البكاء ومصافحة الدمع..
لولا أنها عزمت على الهدوء..
قررت (الوقوف) إذعاناً بالخروج ودلالة على تحسن حالتها..
بعدما أخفت الدمع بين طيات حنجرتها..
ولكن !..
سرعان ما اكتشفت عجزها.. عندما نظرت إلى ساقها (المبتورة) بعينٍ كسيرةٍ!
عاودت البكاء.. أُجهشت به..
حتى تحول بكاؤها إلى (هستيريا بكائية
كادت تُحيل عينيها إلى ما تحوّلت إليه عينا (خُناسٍ)
لم يكن ذلك شعور العجز بعد الفشل في إعادة (جزءٍ) مفقود!..
بل كان ذلك لفشلها في تمني عودة (شخص) فقد بأكمله!..
فلم تكن خسارتها لساقها بحجم خسارتها ل (قلبها)
(3)
بسرعة فاقت سرعة الضوء بقليل..
عادت بها ذاكرتها البائسة
إلى ذكرياتها (المتعفنة) من حرارة الشوق ورطوبة الدمع
وحلّقت في فضاء تلك الذاكرة ألوان شكّلت لوحة سريالية من سراب ابتسامة (خالد)
تذكرت يوم نجاحها وهدية أخيها خالد (المُفترضة) لها!..
حيث فاجأها القدر بأن استقبل (روحه وساقها) إثر حادث مروري
تحطمت سعادتهما تحت أنقاضه!..
بدلاً من أن تستقبل هي هديته وتهديه بالمقابل شكرها!..
(4)
بين زخم الذكريات تلك..
شعرت بدوار اجتاح رأسها..
حوّل كل ما حولها إلى ظلامٍ دامسٍ من بعد رؤيةِ (ضبابية)..
وتاهت هي في غياهب الظلام ذاك.. إلى حيث عالمها (اللا محسوس)..
(5)
ربما تفيق على (عالمٍ من بياض)!..
وربما ( لا )..!