الكل يعرف أن وزارة الداخلية عند وعدها حين أعلنت عن مكافآت مالية لمن يبلغ أو يرشد عن أي المطلوبين أو غيرهم من العناصر والخلايا الإرهابية ونعرف أيضاً أنها حددت المكافآت (المجزية) كالتالي:
* أولاً: مليون ريال سعودي لكل من يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على أحد هؤلاء المطلوبين أو العناصر الإرهابية من غيرهم.
* ثانياً: خمسة ملايين ريال سعودي لكل من يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على مجموعة من المطلوبين.
ثالثاً: سبعة ملايين ريال لكل من يسهم في إحباط عمل إرهابي وذلك بالكشف عن الخلية أو المجموعة التي تزمع القيام به.
***
بالطبع نحن مع وزارة الداخلية في هذه الفكرة (المجدية) بالرغم من أننا نؤمن معها بأن كل مواطن خفير بل وهذا واجبه الأول تجاه كل ما يزعزع أمنه وينكد عيشه ويزرع الرعب في أعين أطفاله وتطال شظاياه العشوائية المقصودة أولاً أي قريب أو صديق أو شقيق أو ابن عم أو جار له وهذا ما حدث بالضبط لأكثر المواطنين جراء التفجيرات التي قام بها الإرهابيون في أرجاء المملكة في عملياتهم السابقة، ولعلي في هذا الصدد أذكر موقفاً غريباً لأحد الزملاء إذ كان يناقشه أحد أصدقائه حول أول تفجير في الرياض فقال الصديق للزميل: (خلهم. يستاهلون الكفار!!) وهنا سأله الصديق سؤالاً ذكياً. بل هو عين الحقيقة إذ قال له: (يستاهلون أو ما يستاهلون. ما علينا من ذلك. ولكن ما رأيك لو أن إحدى شظايا الانفجار أصابت قريباً أو صديقاً لك بمقتل ولا ذنب له سوى أنه بالصدفة كان يمر بالشارع؟). بالطبع لم يجبه الصديق. ومرت سنوات الإرهاب على المملكة وحدث انفجار في مبنى المرور وكان بالصدفة أن أصيب أحد أقرباء صديق الزميل بشظية، وهنا اتصل بالزميل وقال: لعن الله الإرهاب لقد طال أحد أقربائي الأعزاء. وهنا قال الزميل: أما قلت لك إن (الإرهاب أعمى) لا يميز أحداً عن أحد فهو يطال الطفل مثلما يطال الشيخ ويطال رجل الأمن مثلما يطال رجل الدين ويطال المرأة مثلما يطال المعاق.
***
على أية حال لم نكن بصدد الخوض في (عمى الإرهاب) فهو أعمى وأبكم وأصم ولكننا بصدد المكافآت المجزية التي تساعد على كشف واحباط الإرهاب مما يجعلنا نتساءل هنا: ماذا بشأن رجال الأمن الأبطال الذين يكشفون ويحبطون ويقتلون ويقبضون دوماً على مثل هذه المجموعات الإرهابية ويعرضون أنفسهم للخطر من أجل الوطن؟! أعتقد أنهم يستحقون ملايين الملايين من وزارتهم وملايين الملايين من تقدير الملايين من شعبهم لأنهم يضحون من أجل أمن وراحة الملايين من مواطنيهم ف(مليون تحية لهم).