Al Jazirah NewsPaper Tuesday  20/10/2009 G Issue 13536
الثلاثاء 01 ذو القعدة 1430   العدد  13536
الريادة .. في التعليم العالي
د. محمد بن سعود البشر

 

معادلة صعبة أن تجمع وزارة التعليم العالي بين التوسع الكمِّي في عدد الجامعات ومؤسسات التعليم العالي والاهتمام بالجودة في الأداء الكيفي والمنجز النوعي..

..معادلة صعبة أن تجمع وزارة التعليم العالي بين التوسع الكمِّي في عدد الجامعات ومؤسسات التعليم العالي والاهتمام بالجودة في الأداء الكيفي والمنجز النوعي، لكن هذا هو ما يحدث فعلاً في الواقع. فالمتابع لحركة التعليم العالي في الوطن يستطيع أن يصفها ب(الانتفاضة) المدروسة، التي تتمدّد أفقياً ورأسياً في كل أرجاء الوطن.

في زمن مضى، كانت وزارة التعليم العالي تكتفي بالإشراف العام على أداء الجامعات، على قلة عددها، ولا تربطها بهذه الجامعات إلاّ مناسبات انعقاد المجلس الأعلى لكل جامعة، أو روتين الارتباط الإداري الذي قرره النظام. أما اليوم فإنها هي من يعطي الضوء الأخضر لكل برامج الإبداع، وهي من يمنح الدوافع والحوافز للتميز بين الجامعات، وهي من يدفع بالمال والإرادة لأن يكون لكل جامعة موطن قدم في الصدارة، محلياً وعربياً ودولياً.

نتائج هذا الركض الحضاري السريع من المسؤولين في وزارة التعليم العالي هو تبوؤ عدد من جامعتنا السعودية مراكز الصدارة بين الجامعات العربية، وأن تزاحم في قائمة التميز العالمي في مجال التعليم الجامعي.

عندما أعلن وزير التعليم العالي إطلاق برنامج الريادة العالمية في الجامعات السعودية كأحد مشروعات تطوير الجودة والنوعية في مؤسسات التعليم العالي في المملكة، إنما يؤكد على أنّ الوزارة تطلق صافرة بدء الاختبار بين القيادات الإدارية في الجامعات السعودية، اختبار قدرات، وتميز، وإبداع، في مجالات ثلاثة رئيسة تمثل التعليم العالي: التدريس، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع. الوزارة بهذا البرنامج تحاول إيصال رسالة مباشرة إلى هذه القيادات، مضمونها: المال موجود، والدعم المعنوي في أعلى مستوياته فأرونا من أنفسكم خيراً، وكونوا بمستوى طموح القيادة والمواطن!!

هذه (الانتفاضة) التي يشهدها التعليم العالي في المملكة وما تحققه من قفزات نوعية وتطور ملحوظ وملموس، إنما يؤكد لنا حقيقة مهمة، وهي أننا نحن السعوديين نحتاج فقط أن ننجح في (اختبار الاختيار)، بمعنى أن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب، وأن يصل المسؤول إلى كرسي التكليف بكفاءته الشخصية ومؤهلاته الذاتية، وأن يُتوج الاختيار بإخلاص المسؤول واستشعار الأمانة والمسؤولية التي كلف بها، حتى يستطيع أن يملأ مكانه، ويحدث فرقاً نوعياً يلمسه المواطن، ويتقدم خطوات أبعد من المؤمل فيه.

ما أنجزته وزارة التعليم العالي من خلال برامجها الذاتية، أو من خلال الجامعات التي ترتبط بها هو باعث تفاؤل بأن يرتقي هذا التعليم إلى طموح المواطن أولاً، وأن يكون مصدر فخر للعرب والمسلمين، ذلك أنّ أي منجز علمي أو تنموي في هذه البلاد هو في الوقت نفسه مبعث فخر ومصدر ارتياح للعرب وللمسلمين في كل مكان.

لا يعني ذلك ألاّ تلتفت الوزارة إلى كثير من الجوانب السلبية التي تمارسها بعض القيادات الإدارية أو الأكاديمية في جامعاتنا، بل على العكس من ذلك فإنّ من تمام النجاح والتفوق أن تتقدم خطوات إلى الأمام وفي الوقت نفسه تطلب كشف حساب دوري لتقضي على من يحاول عرقلة المسير أو تشويه المُنجز.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد