إلى هذه اللحظة وطلبة الإعلام في الجامعات السعودية يعانون الكثير عندما يلتحقون بالعمل الإعلامي, ومصدر المعاناة يأتي بوصفهم غير قادرين على التوفيق بين ما تعلموه على مدار أربع سنوات وما يشاهدونه على أرض الواقع, الأمر الذي يشعرهم بضياع وقتهم في دراسة (مواد نظرية) لا صلة لها بطبيعة العمل الإعلامي اليومي الذي يتجدد في السنة ألف مرة.

يمكننا القول إن أقسام الإعلام في الجامعات السعودية ما زالت (تحرج) طلبتها مع المؤسسات الإعلامية وتضعهم في (مأزق), ففي الوقت الذي تتوقع فيه المؤسسات الإعلامية إثراء وتجديداً وأفكاراً وإبداعاً من طلبة الإعلام, نجدها تعيد تأهيلهم مرة أخرى ليتواءموا مع العمل الجديد وفقاًَ لطبيعته المهنية والفنية, في مهمة تتكرر فيها الجهود وتزيد فيها التكاليف ويضيع فيها الوقت.

المشكلة ما زالت (قائمة)، والأفكار التحديثية ما زالت (نائمة) ليس لدى أصحابها وإنما لدى (صاحب القرار) في الجامعة, لعلمه بأن أي تغيير أو تجديد أو تحديث سيطوله هو, باعتباره يمثل (كارثة) إدارية تعطل التنمية, إما لطول بقائه في منصبه, أو لاختلال امتيازاته, أو لانغلاق تفكيره.

هذه المشكلة (الأكاديمية) التي تعطل إمكانات طلبة الإعلام, ألقت بظلالها على الطلبة (المستجدين) ما يجعلهم يعزفون عن التسجيل في أقسام الإعلام بمختلف مساراتها, (قناعة) منهم بأن هذه الأقسام ليس بمقدورها تأهيلهم للعمل الإعلامي بصورة احترافية, فهم لا يريدون أن (يتورطوا) مع المؤسسات الإعلامية كما (تورط) زملاؤهم من قبل.

لا أحد في قطاع الإعلام يجهل هذه المأساة, ولا أحد يجهل الحلول المناسبة, ولكن هل نقول (سحقاً للبيروقراطية) أم (سحقاً للتقليدية) أم (سحقاً للنائمين)؟!!!