العملية الانتحارية التي وقعت في جنوب شرق إيران وأسفرت عن سقوط العشرات ما بين قتيل وجريح في صفوف الحرس الثوري تؤكد أن الإرهاب داء لا يوفر دولة من الدول، وأن الإرهابيين يحاربون على جميع الجبهات، ولذلك فإن على جميع الدول أن تكافح هذه الظاهرة الخطيرة، وألا تتساهل في محاربتها، أو تتقاعس عن مساعدة جيرانها والمجتمع الدولي كله في القضاء على الظاهرة. إن مشكلة بعض الدول هي ظنها بأنها بمنأى عن الهجمات الإرهابية، ولذلك تتساهل في محاربة الجماعات الإرهابية، بل إن بعض الدول مع الأسف الشديد تذهب إلى حد غض الطرف عن تحركاتهم من أجل تنفيذ سياسات تظن أنها تصب في مصلحتها.
ما حصل في إيران يجب أن يحفزها على المساعدة في سد كل أبواب الإرهاب المحتملة في المنطقة؛ لأنها مثل أية دولة أخرى معرضة للهجمات الإرهابية. وفي إيران من المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية ما يجعل قدرتها على تحمل العمليات الإرهابية أضعف من أية دولة أخرى، وبالتالي فإنه لا سبيل للقضاء على ظاهرة الإرهاب أو حتى الحد منه إلا بالتعاون الجماعي وخاصة على مستوى المخابرات وتبادل المعلومات حول الخلايا الإرهابية النائمة والنشطة. لقد أثبت التاريخ المعاصر أن الجماعات الإرهابية تتكاثر وتتعاظم في المناطق المضطربة والمتوترة، لأن مثل هذه المناطق عادة ما تصبح السيطرة الأمنية فيها محدودة، ولذلك فإن من وسائل مكافحة الإرهاب هي حل أي إشكال سياسي وسد الطريق نحو أي توتر أمني محتمل. فالمناطق المستقرة سياسياً وأمنياً تستطيع أن تعالج مشاكلها المتعددة سواء الأمنية أو الاقتصادية أو غيرها من المشاكل بكثير من الكفاءة والقدرة على عكس الوضع فيما لو كانت هذه المناطق غير مستقرة.
ولعل مثل هذه العمليات الإرهابية تدق ناقوس الخطر في إيران حول مخاطر الإرهاب وضرورة رفع مستوى تعاونها مع دول المنطقة والعالم في مكافحة الإرهاب والإرهابيين.
****