Al Jazirah NewsPaper Monday  19/10/2009 G Issue 13535
الأثنين 30 شوال 1430   العدد  13535
من شبابنا، جيلٌ قياديٌ وثّاب!
ماجد بن ناصر العُمري

 

يقال في الحكمة: (إذا أردتَ أن تبني إنساناً فعليكَ أن تعمل قبلَ ذلك بمائة عام).

إنني ومن خلال تأملي لبعض الشباب، نظراً لأنني منهم، وعبر احتكاكي بشباب الأعمال عبر رئاستي للجنة القصيم، أو عضويتي باللجنة الوطنية بمجلس الغرف والمحتوية لشباب أعمال من أغلب المناطق، وغيرهم من القيادات لعدد من الشركات السعودية الكبرى أو الجديدة والقادمة بروحٍ وثّابة بإبداع الشباب المحترف والمتوازن، فذلك يبثُ في أحلامنا البهجة والاستبشار بالغد الأفضل لبلادنا وأمتنا، وربما يقول البعض أنني أبالغ في التفاؤل، أو يقول بوجود أضعافهم من البليدين والخاملين، وهذا صحيح، ولكن العلم يقول إن المجتمعات يقودها 1 إلى 2 بالمائة من الجيل، أما البقية فتابعون، ومصداقاً لذلك يقول صلى الله عليه وسلم: (الناس كإبل مائة لا تجد فيهم راحلة) فالجيل الذي تعلّم في أفضل الجامعات في العالم والذي توافرت له العلوم الإدارية والتجارب العالمية العريقة عبر الكتب التي تترجمها جرير والعبيكان كتجارب وأطروحات جاك ويلش ووارن بوفيت وستيفن كوفي وبيتر دركر وغيرهم، والذي تعلم أيضاً من الطرح الفكري الإسلامي المتجانس مع لغة العصر لسلمان العودة وطارق السويدان ومحمد العوضي وكذلك في القيادة والمهارات الإدارية للسويدان والحمادي أو النفسي لطارق الحبيب ومن مثل منهجهم أو صاحب الخواطر الإبداعية الشابة أحمد الشقيري، فذلك جيلٌ شابٌ وثّابٌ ومنفتح لا يعرف الانغلاق والرأي الواحد، بل هو جيلٌ متوازنٌ بين القيَم والأفعال ولا يركز على المظهر، بل يعمل ويقدم لمجتمعه مع حفاظه على لغة وأدوات عصره ينطلق من فهمٍ عميق وإيمانٍ راسخ للدين الحق مع حفاظه على احترام الإنسان وحريته، كما أنه استفاد كذلك من الدورات الإدارية المتضمنة لأحدث العلوم والتجارب العالمية وكذلك المؤتمرات الدولية، والسفر والتأمل في تجارب الناجحين من مختلف الثقافات، وغيرها من الفرص والكنوز العلمية والعملية الإيجابية التي اغتنمها قياديي هذا الجيل الصاعد، ولكن ورغم كل ذلك، علينا أن نتساءل ونتأمل في حراكنا الاقتصادي والثقافي والاجتماعي، فهل أعطيناهم الدور الذي يستحقونه؟ وكم نسبتهم في المناصب القيادية الحكومية أو الخاصة ومؤسسات المجتمع المدني؟ ولنتأمل أكثر في عطائهم في مراكزهم التي حصلوا عليها، وعندها سنجد أنهم من أفضل من يعمل إنتاجاً وإبداعاً وتغييراً ولكنهم لم يحصلوا على الدعم الكافي، بل يحتاجون إلى فرصةٍ أكبر، وأما الكبار فلا غنى عنهم بخبراتهم وحكمتهم، فهم المؤسسون، ولكنهم إن لم يحتضنوا هذا الجيل، فإن الكل سيخسر، ولو ضربنا مثالاً على ذلك لتقريب الصورة أكثر، انتخابات الغرف التجارية مثلا، والشباب القيادي الجاد والعملي الذي يترشح، إن هُم فازوا لوحدهم افتقدوا إلى حكمة واتزان الكبار، وإن أهملهم الكبار، سيأتي يوم يجلسون فيه لوحدهم مفتقدين لحكمة وخبرات الكبار!

لذلك على الكبار أن يعوا أن الشبابَ قادمون، وأنهم بحاجةٍ إلى التعاون معهم والاستفادة منهم لخدمة بلادنا ومؤسساتنا الخاصة والعامة، أما إن تم النظر لهم كمنافسين فتلك هي الخسارة الكبرى التي لا نتمنى أن تحصل!

كاتب ورجل أعمال


majed@alomari.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد