Al Jazirah NewsPaper Monday  19/10/2009 G Issue 13535
الأثنين 30 شوال 1430   العدد  13535
روتانا والمخاض.. أغنية باتت مسخاً
محمد يحيى القحطاني

 

لو أخذنا نظرية النشوء والتطور لصاحبها تشارلز روبرت داروين (1809-1882) وأسقطناها وطبقناها على حال الأغنية العربية لوجدنا أن الأغنية التي نسمعها اليوم هي طربية في الأصل لكنها تشوهت وانحدرت قيمتها بفعل تسطيح شركات الانتاج حتى وصلت اليوم إلى أسوأ حالاتها، في وقت تسابق الجميع على تشويهها من أكبر فنان إلى أصغرهم (ربما تصرفت في النظرية عكس ما كانت ترمي إليه).

وبنظرة لا تحتاج إلى بحث أو جهد نجد أن شركة روتانا للصوتيات لديها نصف فناني الوطن العربي تقريباً وهي أكبر (حاضنة) لتفريخ الفنانين، وتصدير الأغنية للجماهير في كل أرجاء الوطن العربي سماعاً ومشاهدة وتمتد في كل مكان لتستحوذ على مهرجانات الأغنية المتناثرة في أرجاء الوطن العربي مكاناً وزماناً، وهي ماضية قدماً في التوقيع مع الفنانين لإدارة أعمالهم وتحويلهم إلى أجهزة صوتية لا حركة فيها ولا روح، ولا مانع لدينا إذا وصفنا بعض فنانيها بالدجاجة التي تبيض (نشازاً)، شركة تعشق البهرجة الإعلامية على حساب المضمون والدور المناط بها.

روتانا طرف رئيس اليوم في انحدار الأغنية العربية ولا دور لها إيجابي سوى تمييع الأغنية العربية وتحويلها إلى إيقاع ساذج واعتماد كلي على الكم وإغراق السوق بما هب ودب، وساعد على تحوّل الأغنية من الأرقى إلى الأدنى في تطور سلبي يعارض الواقع ولا يمت للفن بأية صلة.

من الخطأ أن يعتقد بأن هذا الحديث هو تصفية حساب مع أحد، فعلاقتي بالزملاء في الشركة لها شهودها وهي تصل إلى أعلى قيادات الشركة والمجموعة ويعرفون جيداً إلى ما أرمي إليه وماذا أريد فحديثي هنا واضح لا يحتمل تأويل مجتهد ولا أبحث فيه عن أسنان صفراء تبتسم بغباء ولست معنياً بالتفسيرات. يجب على روتانا أن تنتفض كلها وليس بعضها، وأن تعرف نقاط ضعفها قبل قوتها فالضعف ينطبق عليه قاعدة (الشر يعم) والناس ليس لها سوى ما ظهر من الأمور وعليه فإن السيد سالم الهندي وأجنحته في الرياض وبيروت والقاهرة وفي كل مكان عليهم جميعاً العودة في البحث مجدداً عن القيمة التي فقدت في الأغنية العربية وكانت شركتهم ضلعا أساسيا فيها وعليهم جميعاً البعد عن المجاملات التي أغرقت الشركة في مزيد من التأزم، ولا مانع لو حاولوا الابتعاد عن عدسات الكاميرات قليلاً، والتقليل من الأفلام التي نشهدها يوماً بعد يوم، فالحديث لم يعد همساً والجميع بات يعرف خفايا الشركة حيث بابها لم يعد مغلقاً والأمور تتجه لمنحدرات مظلمة الله وحده أعلم بها.



m.alqahtani@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد