تحدثني إحدى الصديقات من إحدى الدول العربية بتعجب عن كثرة الصيدليات في المدينة الرياض.
وتروي لي بألم قصتها حين احتاجت ذات تعب إلى دواء للضغط، تقول ركبت السيارة وطلبت من السائق التوقف عند إحدى الصيدليات المنثورة على امتداد الطريق.. فتوقفت عند صيدلية ودلفت إليها وطلبت الدواء الذي أحتاج إليه وكلي أمل وثقة بأنه متوافر، ولكن تفاجأت بأن الصيدلي يؤكد أن الدواء غير موجود وأنه لم يكن موجوداً يوماً! فذهبت إلى صيدلية أخرى وكان ينتظرني الرد ذاته، تقول: وبلا مبالغة توقفت عند كل الصيدليات على طريقي وقد استغرقت مني رحلة البحث ثلاث ساعات حتى نفد خزان الوقود وعدت إلى منزلي أجر أذيال الخيبة.. والأدهى من ذلك والأمر أن الدواء الذي كانت تبحث عنه ليس نادراً أو عالي القيمة بل إنه متوافر في أغلب الدول العربية والعالمية.
للأسف أصبح ينطبق على صيدلياتنا مقولة: (زيادة كالنقص).
فتجد بين كل صيدلية وصيدلية، صيدلية أخرى! المؤلم في الموضوع أننا حين نحتاج إلى دواء جديد وطيب السمعة فلا نجده عادةً مع أنه موجود في جميع أقطار العالم تقريباً.
صيدلياتنا اليوم أضحت صالونات تجميل فيها بعض الأدوية، فحين تدخل تجد رفوف الشامبو وزيوتاً للعناية بالشعر ومساحيق التجميل تملأ المكان، ومرطبات الجسم والرموش الاصطناعية والصبغات ومقصات الأظافر وغيرها، ولا مانع من أن تكون صيدلياتنا حديثة منوعة وشهية، ولكن نمانع أن تصبح محلات مكياج وزينة.
نتمنى أن تلتفت وزارة الصحة إلى حاجتنا الحقيقية إلى صيدليات نجد فيها أحدث الأدوية في عالم الدواء والعلاج وأكثرها تطوراً وتفوقاً، بدلاً من أن نبحث عنها في لبنان ومصر والبحرين وغيرها من الدول العربية والأجنبية.
فكثيراً ما نجد حقائب العائدين من السفر مليئة بعلب الأدوية الشهيرة والمتميزة لمختلف أنواع الأمراض، ابتداءً من الصداع مروراً بالإنفلونزا وانتهاءً بالسكري والضغط وآلام العظام والمفاصل وغيرها الكثير.
فإلى متى يسيل لعابنا أمام الأدوية المتوافرة في الخارج ونضطر أن نوصي فلاناً على أقراص صداع، وفلاناً على مرهم للآلام؟!
ومتى نحصل على الأدوية المتخصصة بدلاً من الاستعانة بعائلة (البنادول) وغيرها من المسكنات في وعكاتنا الصحية؟!
ختاماً.. أسأل الله أن يغنينا وإياكم عن كافة الأدوية في الداخل والخارج..
ولكني من واجبي ككاتبة أن أرصد وأنقل معاناة جمع غفير من المواطنين والمقيمين في الحصول على أدوية تخفف وتختصر رحلة طويلة من الألم والوجع والسهر.
وكلي أمل أن مملكتنا الحبيبة وقادتنا سيستجيبون لنداء المحتاجين ويوفرون لهم مطالبهم المتواضعة؛ فما ذلك على همم الرجال بعزيز.