Al Jazirah NewsPaper Monday  19/10/2009 G Issue 13535
الأثنين 30 شوال 1430   العدد  13535
مطار ينبع أنموذجاً!
د. فهد بن علي العليان

 

لم يكن نزولي لأول مرة في مطار الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز في محافظة ينبع أمراً عادياً، بل كان أمراً مدهشاً حيث كان المطار الإقليمي مفاجأةً لي وزملائي.. مما جعلنا نقول بصوت واحد: (أفضل من مطار جدة)!.. ذلك لأن جميع المسافرين خرجوا من الطائرة إلى الصالة

مباشرة، فلا انتظار للحافلات للانتقال للصالات في وقت قد يماثل مدة رحلة السفر كاملةً.

ولم تنته المفاجأة في محافظة ينبع عند مطارها الصغير الأنيق، بل إن جولةً واحدةً في ينبع الصناعية تأخذك إلى دهشة كبيرة وفرح كبير، حيث جماليات العمران ونظافة الطرقات بالإضافة إلى النظام المروري السالك، مما يجعلنا نتألم وبمرارة حول مستوى بعض المحافظات في هذه الجوانب.. كما لاحظت أن المدارس في ينبع الصناعية - التي أقامتها الهيئة الملكية للجبيل وينبع - تأخذ شكلاً ظاهرياً متميزاً وجميلاً، وأعتقد أن داخلها يعكس ذلك.. وخلال تلك الجولة في ينبع الصناعية لفت نظري وجود (كلية ينبع الصناعية) التي تشرف عليها الهيئة الملكية وتستوعب أعداداً كبيرة من أبناء وطننا الغالي الذين يجدون فرص عمل ووظائف قبل تخرجهم، لكن المؤسف حقاً أن (الكلية التقنية) التابعة للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لا تبتعد عنها كثيراً في المسافة إلا أن خريجيها يعانون مثل غيرهم من خريجي الكليات التقنية في قلة الفرص نظراً لتواضع الإعداد والتدريب، حينها تمنيت وقلت في نفسي: يا ليت الهيئة الملكية تشرف على هذه الكلية ليكون خريجوها مطلوبين قبل تخرجهم مثل غيرهم!.

إن جولةً في ينبع البحر والصناعية تأسر فؤادك ببحرها الجميل وأهلها الطيبين المتفائلين الذين يعملون ليل نهار من أجل مجتمع ينبع، حيث إن كثيراً ممن قابلت يتدفقون حماسةً للعمل، بل إن الأعمال الخيرية والتطوعية تأخذ نصيباً كبيراً ويشرف عليها ويشارك فيها مثقفون ومتعلمون أكفاء من أبناء المحافظة يدفعهم الحماس للعمل باحترافية بعيداً عن التقليدية لمساعدة المحتاجين وتدريب الشباب والشابات على مهن مختلفة للانخراط في سوق العمل.. ولئن نسيت، فلن أنس أن أحدثكم عن الواجهة البحرية التي تعمل على الإبداع فيها الهيئة الملكية التي ستكون - وفقاً لما رأيت وسمعت - محط أنظار المسافرين وأهل السياحة من أبناء مملكتنا الغالية، حيث تبذل الهيئة الملكية جهوداً كبيرةً وجبارةً لتطوير ينبع من خلال توفير كافة الخدمات التي يحتاجها السائحون الذين سيجدون الراحة والمتعة ابتداءً من وصولهم لذلك المطار الصغير الأنيق إلى حين مغادرتهم.

وأخيراً، فإنها دعوة لكل من يقرأ هذا المقال لزيارة محافظة ينبع للاستمتاع بجوها الجميل وبحرها الهادئ، ومشاهدة جهود رجالات وطننا في الهيئة الملكية، وأتمنى أن نشاهد قريباً في محافظات المملكة المختلفة نماذج مماثلة في المطار والمدارس والكليات لما هو موجود في محافظة ينبع.



alelayan@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد