يتكئ الضعفاء وذوو المخرجات الفاشلة على مصطلح (المؤامرة) كملاذ يقيهم سخونة الأسئلة والبحث عن المنجز، فهم يلقون باللائمة على غيرهم كمسبب للفشل الذي يلاحقهم، لذلك أصبح من المقلق جداً أن يتم تداول هذا المصطلح بين الأوساط بشكل واقعي بعد أن أفقده الفاشلون قيمته الحقيقية وواقعيته في الحياة حتى أصبح مصطلحاً..
..معيباً يتجنبه حتى من انكوى بناره حقيقة وليس خيالاً.
سأتجاوز الضعفاء والفاشلين وذوي الألسنة الطويلة الثرثارة وأحاول إعادة رسم مسار حقيقي لمصطلح المؤامرة بعد أن كشفت الوقائع على الأرض أن ثمة مؤامرة حقيقية وليست كذبة تتعرض لها الكرة السعودية تهدف لإشعال لهيب التوتر داخلها وزعزعة الثقة بقياداتها والسعي الدؤوب لاستغلال كافة الفرص لإضفاء مزيد من الاحتقان وتقديم الأكاذيب داخلها سعياً لإرباك التقدم الكروي السعودي الذي إن توقف منجز فريقه الوطني عادت فرقه المحلية للصورة الدولية من جديد، وهكذا منذ أكثر من خمس وعشرين سنة ولله الحمد والمنّة والفضل.
تأخذنا العواطف ويلهبنا الحماس فنقسو على أنفسنا ورياضتنا في لحظة معينة وهو ما يعزز قيمة الحب والانتماء الحقيقي للوطن والحرص على أن يكون في الطليعة دائماً لكن من المؤلم أن ينساق البعض هكذا دون تمحيص وتفكير بمسيرة مؤامرة طويلة المدى تثبت كافة الوقائع أنها حملة منظمة تعتمد بالدرجة الأولى على شعبية اللعبة وسهولة الاختفاء وراء الستار الإلكتروني وقبل ذلك حقن المتابع بالإشاعات المتكررة والضحك على المدرج الرياضي.
من أبطال هذه المؤامرة قناة رياضية غير سعودية بدأت مخططها لضرب الكرة السعودية حينما بثت شريطاً للشغب الجماهيري الذي حدث بدورة الخليج المقامة بالبحرين 1998م متهمة الجمهور السعودي بالشغب في الوقت الذي رفضت كل القنوات الموجودة تأكيد ذلك وبثه لمشاهديها نظراً لأن مسؤولي الأمن البحريني رفضوا وضع اللائمة على جمهور دون آخر، لكن تلك القناة كانت تهدف لإيقاع عقوبة على المنتخب السعودي بتلك الدورة وزعزعة الاستقرار بين صفوف البعثة السعودية دون غيرها.
هذه القناة التي تتخذ من (حاقد) ستاراً تنفيذياً للعديد من مخططاتها لضرب الكرة السعودية ونشر المشاكل داخل محيطها التنافسي طُردت من عمان لمعرفة العمانيين بدورها المشبوه لتخريب أي مناسبة كروية كما طردت من قطر ولم تعد مصدر ترحيب هناك كانت توجه الحرب الضروس لنادي الاتحاد السعودي قبل لقائه المصيري أمام نادي العين الإماراتي في نهائي كأس دوري أبطال آسيا 2005م وتحاول ضرب الصحافة السعودية ببعضها عبر قيام (هذا الحاقد) بامتداح إعلاميي الفرق المنافسة محلياً للاتحاد وصحفهم ولم يدر بخلده أن الكبار لا يعرفون مثل تلك الألاعيب السخيفة ولذلك فشلت المؤامرة مرة أخرى ليتوج العميد السعودي بطلاً لآسيا رغم أنف ذلك (الحاقد) الذي أكد أحد ضيوف برنامجه الحالي حقيقة (انتمائه) في مقال نشر له 2005م فقط لأنه ضد فريقه ولأن اللعبة تغيرت فقد التمّ حالياً المتعوس مع خايب الرجا.
القناة دخلت التاريخ كأول قناة بالعالم تخصص أسبوعياً برنامجاً لمناقشة أوضاع رياضة بلد آخر تأكيداً على الإفلاس الرياضي المحلي الذي تبث منها القناة برامجها وهو أحد أهم عناصر (المؤامرة)، ففي هذا البرنامج يفتح الباب على مصراعيه وعلى (قفي من يشيل) لبث الأكاذيب والمعلومات غير الصحيحة وترجمة الأحاديث الأجنبية بالخطأ ويتم السماح لمجهولين بانتحال أي منصب والمشاركة بالبرنامج واتهام وشتم مسؤولين رياضيين سعوديين لهم ثقلهم والتاريخ يشهد بروعة عملهم مع الرفض القاطع للمداخلات التي لا تتوافق مع نهج وتوجه القناة.
هذه القناة اختارت ضيوف برنامجها الموجه للشارع السعودي بعناية شديدة جداً لذلك، فالمتابع الحصيف يدرك أن مقدم البرنامج يتمايل طرباً حينما يبدأ الهجوم من قبل ضيوفه على الكرة السعودية بلغة (المسخرة) كما وصفها الأمير نواف بن فيصل لتتخطى ذلك بأكاذيب مضللة ثم تراشق لفظي لتنتهي الجولة عند حدود فاصل إعلاني تمهيداً لضرب الشارع السعودي من جديد.
كنت في الدوحة حينما قابلت مقدم برنامج المؤامرة ضد السعودية وقد طلبت منه أن يفكر جدياً بتغيير الضيوف بحسب الموضوعات المدرجة والمستجدة لضمان التنوع، فالضيوف الحاليون أصحاب توجه واحد وأسلوب واحد لا يمكن تغييره وعندها تفاجأت بأنه يقول لي: (ما نقدر نغيرهم هم مسوين لنا جو..!) والحمد لله أن هذا اللقاء بحضور شهود من الزملاء الصحفيين.
استغلال سعوديين بمثل تلك البرامج لا يمكن أن ينطلي علينا كمجتمع واعٍ مدرك محب لوطنه، فقد خرج من أصلابنا من فجَر، وحاول الاغتيال وتنكر وتحدى وطنه وليس من المستغرب أن يخرج سعوديون لا يؤمنون سوى بلغة الشتائم لبلدهم والتشفي بمنجزات الوطن الرياضية حتى وإن كان الثمن مليون كذبة ومليون تناقض، وقد تحديتهم في مقال سابق لكنهم جنحوا لأمور أخرى تؤكد إفلاسهم.
نعم للانتقاد الموضوعي والبنّاء حتى وإن كان حاداً بعض الشيء -برأيي الشخصي- لكن من الظلم أن نعتبر الشتائم والأكاذيب المضحكة والألاعيب الخبيثة جزءاً من ديموقراطية الانتقاد التي يتغنى بها مقدم البرنامج وربعه وهو ما دعاه لمطاردة اللقب التاريخي للمملكة العربية السعودية (لقب نادي القرن) والسعي حتى وراء البحار لتكذيب منجز السعودية والتقليل منه، كما فعل مع نادي الاتحاد قبل لقاء العين حينما حاول تفجير المشاكل داخله وهز ثقة لاعبيه برئيسه آنذاك، لكن أبناء المملكة مازالوا يخربون مؤامرة من يقف خلفه ويدعمه، والحمد لله أن الأدلة تلفزيونية واضحة لا يمكن لمقدم البرنامج (الحاقد) أن ينفيها.
نختلف محلياً.. نتصارع تنافسياً... نتندر بخفة دم مهضومة وغير مبتذلة بين بعضنا البعض.. لكن لا نسمح إطلاقاً بمن يمس كرتنا بالكذب والتضليل والهجوم الشخصي، فهذا الحاقد ورفاقه طالبوا بإقالة قيادة رياضية سعودية حققت كؤوساً آسيوية وعربية وخليجية وحتى إسلامية ووصلت للعالمية أربع مرات متتالية، وحققت الفرق بعهدهم كؤوساً آسيوية وعربية وخليجية ووصلت للعالمية وحقق اللاعبون إنجازات فردية عالمية (عميد لاعبي العالم - حارس القرن الآسيوي- ثالث أفضل هداف بالعالم - ثاني أحسن هدف بمونديالات كأس العالم - وغيرها من الألقاب التي لا يسع المجال لذكرها)، لتصبح من أعظم القيادات الرياضية بالقارة الآسيوية والتاريخ لا يكذب إطلاقاً وإلا سأكون من المداهنين المنافقين وأعوذ بالله من هذا الأمر.
السعودية.. مملكة الإنسانية العظيمة.. فتحت أبوابها وصدرها للجميع وطوال تاريخها الشامخ لم تسئ -أتكلم عن الشأن الرياضي للاختصاص- لأي دولة أخرى خليجية أو عربية أو أجنبية، ولذلك أتساءل عن هدف من يخصص برنامجاً يبث من خلاله أكاذيب محلية ودولية فاضحة ويفتح خزينته لمن كشف الشارع الرياضي زيفهم المتكئ على افتعال المشاكل والألفاظ البذيئة والبلطجة الرياضية.. ولكي لا أكون مبالغاً أو كاذباً فيكفي العودة للتاريخ وهو المنصف بيننا وبينهم.
هذا الحاقد البجيح الذي يتولى إدارة البرنامج كان يقول بعد قرار قطع الكهرباء والماء عن قناته في المملكة ما نصه (من ينظر للاستثمار بهذه الطريقه فهو لا ينظر أبعد من قدميه)..!! بجاحة فظيعة وبذاءة لفظية أرسلها هذا الحاقد لنا كسعوديين وكأنه مع معازيبه الفاهم الوحيد للاستثمار وما يشجعه على المضي قدماً بمثل تلك البذاءات هو الدعم الخفي الذي قد لا يدركه الكثيرون، لكن بالتأكيد نعرفه وهناك من هو قادر على فضحه أو إيقافه عند حده قريباً.
ليت المسألة تتوقف عند حاجز مشكلة معينة أو غيره من الأمور التي يمكن أن تكون مثار نقاش بل الأمر تعدى لتاريخ طويل من الأكاذيب وتعمد الضرر بالكرة السعودية أينما اتجهت.
لا أستطيع أن أتلاعب بالقراء بأن أحاول صف الكلمات لاقناعهم لكن أطلب منهم أن ينظروا للمسألة ومدلولاتها بعمق شديد جداً وأن يدققوا بما تهرف به القناة من معلومات خاطئة وأكاذيب مدعومة بالسخرية لكل منجز سعودي، وبيني وبينكم الواقع والتاريخ وثقوا كل الثقة أن نبض الوطن ليس للقبٍ قاريٍّ عابر بل لامتداد من الذهب اخذناه بعرق الجبين، يحاولون تدميره أو على الأقل عدم تكراره.. فهل انتبهنا جيداً كما فعل آل عمان وآل قطر..؟.
لنركل الكرة سوياً..!
بإطلاق شعار الدوري السعودي الجديد وبدء تغيير ملامح الملاعب السعودية نكون فعليّاً قد بدأنا الدخول نحو آفاق احترافية رحبة مدعومة بوجود ثروة عناصرية بشرية من اللاعبين وجمهور عاشق ومتذوق ومشجع بحماس.. وما نحتاجه حالياً هو التكاتف للدخول للمرحلة الطويرية بثبات وثقة كبيرة، حيث إن العمل التكاملي بين كافة عناصر اللعبة هو مطلب ملح وجدير بأن يكون عنواناً لتلك النقلة الجديدة والتي بحاجة لأن تصل عناوينها وتفاصيلها للجميع مع دعواتنا لأبطال تلك النقلة بالتوفيق والنجاح.
تصويبات
- أكره الكذب وتضليل الناس بمعلومات خاطئة والإصرار عليها ولذلك جاءت قساوة النقد في مقال الأسبوع الماضي متزامنة مع الانتصار لكافة من يكرهون الكذب ويقهرهم الضحك عليهم.
- يصف لاعبي فريقه ب(الزلايب) والمتدينين بمعتنقي (ثقافة القبور) والمهاجم ب(الناطح).. بعدها يتبجح بصلاحية أسلوبه في التربية..!! أترك لكم التعليق.
- هناك حقائق كثيرة وموثقة ستكون حاضرة وبقوة لكل من يتطاول على رياضة الوطن بالكذب والتضليل ولكل من لا يقدر قيمة المشجع السعودي وكرامته في سماع الصدق والنقد المبني على أسس رياضية.
- كل من له خبرة في ما يحصل يدرك أن المشروع أكبر من كونه نقاشاً أو انفلاتاً والمستقبل القريب جداً سيكشف كل شيء.
- فاز الأخضر في مباراته الودية أمام نسور قرطاج وعلى أرضهم والملفت للنظر تلك الكوكبة الشابة التي شاركت بقوة وننتظر منها مواصلة النجاح مع الأخضر.
- قبلة وفاء وشكر وتقدير لكل الذين أرسلوا منتقدين أو ممتدحين للمقالين السابقين، وثقوا كل الثقة بأني لم أكن أود أن أخوض بهذا المضمار البيزنطي لولا أنني رأيت أن من واجبي الإعلامي التصدي وبقوة لكل من يحاول الكذب على الجميع وتصوير الكرة السعودية لدى المجتمعات العربية بهذا الوجه القبيح الذي لا يليق بنا ولا يؤكد واقعنا ونحمد الله أن كشف زيف الزائفين.
قبل الطبع
السقوط للأسفل لا يعني الفشل، ولكن الفشل أن تبقى دائماً في الأسفل
msultan 444@hotmail.com