Al Jazirah NewsPaper Saturday  17/10/2009 G Issue 13533
السبت 28 شوال 1430   العدد  13533
القحطاني: الإقبال على الزواج منهن ضعيف جداً
انطلاق رياضة الصماوات من جدة تليها الرياض والدمام

 

الدمام - خالد المرشود:

انتقد خبير أصم غياب الجانب التوعوي من قبل وسائل الإعلام المختلفة، مركزاً بصفة خاصة على التلفزيون، الذي قال إنه لم يساهم في دعم تطلعات الصم الذكور والإناث، والحد من تغييبهم اجتماعياً وعدم مواكبتهم لعجلة التنمية، اضافة إلى انعدام وجود برامج خاصة بهم أو تدور حول اهتماماتهم.

كما شن هجوماً لاذعاً على مناهج تعليم الصم في المملكة، واصفاً إياها بالقصور وبالضعف في محتواها، مستشهداً في ذلك بالضعف الشديد في مخرجات التعليم الخاص، وراهن على أن الكثيرين من الصم الكبار لا يستطيعون أن يكتبوا مقالاً أو أن يقرؤوا كتاباً أو صفحة من كتاب إلا بمساعدة الآخرين؛ وذلك كنتيجة حتمية للقصور الذي واكب تعليمهم.

وقال رئيس الاتحاد السعودي لرياضة الصم سعيد بن محمد القحطاني عضو مجلس الاتحاد العربي للصم نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإعاقة السمعية، انه فيما يتصل بوضع المرأة الصماء إن الاتحاد هو الوحيد من بين الاتحادات السعودية الذي سارع إلى تضمين نقاط مهمة تختص بشؤونها - أي المرأة الصماء - مشيراً إلى أن المرأة الصماء مهضوم حقها وأن خطأها يكال لها بمكيالين في بعض المجتمعات، وذلك بخلاف المرأة المتكلمة أو السامعة (العادية). وأكد أن لدى المرأة الصماء خلفيات ثقافية جيدة ومميزة إذا تم التعامل معها بإيجابية وإذا وجهت التوجيه الصحيح.

وكان القحطاني يتحدث عقب الملتقى الثالث لرؤساء وأعضاء نوادي ومراكز الصم بالمملكة، المنعقد تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب.

واستضاف الملتقى نادي الصم بالمنطقة الشرقية يومي الأربعاء والخميس المنصرمين، وسادت الملتقى حالة صمت طبيعية طوال انعقاده، حيث كانت لغة الإشارة باليدين هي الوسيلة الوحيدة في التواصل بين أكثر من 70 من الصم الذين حضروا المناسبة.

وأكد القحطاني أن الإقبال على الزواج من الصماوات ضعيف جداً، معللاً ذلك بتخوف غير مبرر من الاقتران بهن، وقال إنه تخوف في غير محله، ولفت إلى إهمال بعض الأسر للفتاة الصماء.

وكشف عن أن آخر إحصائية تفيد بوجود أكثر من 88 ألف أصم، مشيراً إلى أنه طالب الجهات المسؤولة بعمل إحصاء مفصل عنهم، كما طالب بالتوعية المناسبة والموجهة للمرأة الصماء.

وقال (مع الأسف الشديد لا توجد جهات ترعى النساء الصم كمثيلاتهن من السامعات، مبيناً أن نسبة العاملات منهن لا تتجاوز ال (5%) فقط من أصل اجمالي عددهن الذي يتراوح بين 25 و30 ألف صماء قادرة على العمل توجد في المملكة، وقال إنهن لا يجدن أعمالاً مناسبة للالتحاق بها، مشيراً إلى أن عمل المرأة الصماء يختلف تماماً عن عمل المرأة العادية السامعة).

وحول لجنة المترجمين السعوديين ( لغة الإشارة) قال سعيد القحطاني إنها تضم (150) رجلاً وامرأة من كافة مدن ومحافظات المملكة، مؤكداً أنه تم الالتقاء برئيسة اللجنة الدولية للمترجمين (بريطانية الجنسية)، ومقرها أمريكا، والتباحث معها حول آلية التحاق لجنة مترجمي السعودية باللجنة الدولية، وأكد أهمية تصنيف مترجمي لغة الإشارة في كافة المناطق إلى لجنتين (رجالية ونسائية).

وقال إن الترجمة غير الصحيحة في لغة الإشارة قد تسفر عن كوارث، فهي قد تغير مجرى قضية، واستشهد في هذا الصدد بصدور صك شرعي على أحد الصم بالقتل شبه العمد بينما الصحيح أنه قتل بالخطأ، وذلك حينما صفع أحد الصم بمنطقة الرياض خادمة بالخطأ وليس بقصد القتل.

وأشار إلى أنه تم تصنيف العاملين في الترجمة لغاية المرتبة العاشرة ، وأنه تم أخذ الموافقة الرسمية من كافة الجهات المعنية بما فيها وزارة الداخلية والرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة الشؤون الاجتماعية ونحوها من الجهات ذات العلاقة.

وقال القحطاني: إن مشاكل الصم لدى المحاكم الشرعية أو في أقسام الشرط خصوصاً الجنائية منها يجب ألا يقوم بترجمتها شخص واحد وإنما شخصان اثنان؛ لأنه من الممكن أن يخطئ أحدهما فيذكر أحدهما الآخر. وناقش القحطاني مع رؤساء وأعضاء الصم بالمملكة آلية بدء ممارسة الفتيات الصم من فوق سن 16 سنة رياضة الصم الخاصة بما يتماشى مع العادات والتقاليد الإسلامية، الى جانب مراعاة خصوصية المرأة في مجتمعنا السعودي العربي المسلم وفي صالات مغلقة وخاصة بالنساء.

وقد انطلقت رياضة النساء الصم بجدة في الألعاب الفردية فقط، ومن المقرر ان يتبعه يتبع ذلك تطبيقات مماثلة في الرياض ثم الدمام.

وفي ذات السياق قال القحطاني بإمكانية إقامة رياضة مستقلة للأطفال الصم للأعمار من (8- 16) في كافة المناطق، وأن نواتها الأولى ستكون في مدينة الرياض كتجربة أولى ثم يتم تعميمها على كافة المناطق والمدن، مشيراً إلى أن اتحاد الصم الدولي وافق على هذه الرياضة الخاصة بالأطفال الصم، وأن المملكة العربية السعودية هي الدولة العربية الوحيدة التي وافقت على هذه الاتفاقية، مؤكداً الاهتمام المتزايد بجميع فئات وأعمار الصم بما يضمن لهم حقوقهم الدولية من ضمن المنظمات العاملة في رعاية الصم.

الجدير بالذكر أن هناك ثلاثة أندية للصم توجد في الرياض والدمام وجدة، إلى جانب وجود اثني عشر مركزاً في كل من مكة والطائف وأبها وجازان والخرج ونجران وتبوك والجوف وحائل والمدينة والقصيم والأحساء، وهناك ناد للنساء الصماوات بجدة. وقد شهد الملتقى حضوراً للصم من كافة مدن ومحافظات المملكة، وكان الملتقى الأول عقد بالرياض والثاني بجدة والثالث بالدمام و تقرر انعقاد الرابع في الرياض السنة القادمة 1431هـ.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد