Al Jazirah NewsPaper Saturday  17/10/2009 G Issue 13533
السبت 28 شوال 1430   العدد  13533
مستعجل
مع بداية الدراسة
عبد الرحمن بن سعد السماري

 

مع بداية الدراسة في المدارس كل عام هناك مشاهد لا تود رؤيتها لأنها تزعجك.. لعل أبرزها.. أن هناك تسابقا لدى الأسر في استقطاب السائقين.. والسائقون في هذه الفترة لا (يتدلَّعون) لأنهم عملة نادرة، بل تصل رواتب بعضهم إلى ما فوق الألفي ريال.. بل قيل لي.. إنها وصلت إلى ثلاثة آلاف ريال.. وإذا ما ذهبت إلى المدارس شاهدت بنفسك.. كيف يزدحم هؤلاء السائقون أمام أبواب المدرسة في فترتي الحضور والانصراف.. وكيف يُمسك كل سائق بيد الطفل (نيابة عن والده) والأكثر ألماً.. عندما يُمسك بيد طفلة يوصلها إلى باب المدرسة أو يقربها إليه.

* الأب والأم.. ربما أجبرتهم ظروف العمل على التخلي عن أولادهم.. وربما.. هم في (سابع نومة) وهذا هو الأرجح، والسائق هو الذي استلم المهمة، وهو الذي يتولى شأن الأولاد وهو المعني بهم.

* نعم.. هناك بيوت أسندت للخدم والسائقين كامل المسؤولية داخل المنزل.. فالخادمة تتولى إيقاظ الأولاد والبنات ومتابعة شؤونهم حتى الخروج من المنزل.. والسائق يستلمهم من باب المنزل حتى باب المدرسة.

* شيء محزن حقاً أن تُترك كامل هذه المسؤولية إلى الخدم والسائقين وهي مهمة ليست هينة.. وهي جزء من المتابعة والتربية.. فلا ينبغي أن تُسند لغير الأم والأب.

* صحيح أن هناك من رزقه الله (بدرزن) أو أكثر من الأولاد والبنات ولا يستطيع وحده إيصالهم لمدارسهم.. وقد يستنجد بالسائق، ولكن المشاهد أن نسبة السائقين الذين يوصلون الطلاب إلى المدارس تصل إلى ما فوق الـ 90%

* ولا شك أن مشهد الطفل أو الطفلة وهو يُمسك بيد السائق، أو منظره وهو يركض خارجاً من المدرسة باتجاه السائق الذي يمسكه ويأخذه للسيارة لا شك أنه مشهد مؤلم ومحزن.. أن يتولى السائق شأناً آخر غير مهمته وهي قيادة السيارة.

* النقطة الأخرى والسلبية مع بداية الدراسة وهي أن بعض الأسر تدفع بسائقين (يتعلمون) وسط شوارعنا؛ فبعض -وربما أكثر- السائقين (عليمية) يتعلمون ويتدربون وسط شوارعنا.. ولذلك تجد بعض السائقين يسير بطريقة غير منضبطة، كما تجد أكثر الحوادث تحصل في بداية العام الدراسي؛ فالسائق (العليمي يسجل أكثر من حادثة .. ارتطام .. اصطدام) ويتعلم من هذه الصدمات المتكررة ولا يهمه النتائج والعقبات.

* ثم إن الكثير من العاطلين عن العمل من العمالة الوافدة يخرج مع زميله قبل بداية الدراسة ويأخذ (دورة أو دورتين) في البر، ويتحول إلى سائق ويستلم سيارة ويملأها بالأطفال وينطلق وسط الشوارع ولا تهمه النتائج.

* ومع بداية العام الدراسي تختنق شوارع العاصمة صباحا وظهرا ومساء، وهذا أمر طبيعي، لكنه مزعج دون شك.

* ومع بداية العام الدراسي يتم شفط وشراء كل ما في الأسواق من بضائع.. فيتم تصريف كل فاسد وسط هذه المعمعة.

* ومع بداية الدراسة ترتفع بعض الأسعار ويغالي بعض التجار.

* ومع بداية الدراسة تزدحم حتى المستشفيات وتصير المواعيد بالأشهر حتى في المستشفيات الخاصة.

* ومع بداية الدراسة.. تعود (الدوريات) الأسبوعية.. وتعود الحياة للاستراحات و(كل على همِّه سَرا).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد