Al Jazirah NewsPaper Saturday  17/10/2009 G Issue 13533
السبت 28 شوال 1430   العدد  13533

نهارات أخرى
التغابي أحياناً هو الحل!
فاطمة العتيبي

 

ليس الغبي بسيد في قومه

لكن سيد قومه المتغابي!

حين يتعبك فهمك, وحين تجد أن استيعابك لكل ما يدور حولك قد جعل كل شيء مكشوفاً أمامك, فأنت أمام خيارين لا بد أن كثيرين مروا بتجربة التفكير والاختيار بين هذين الاختيارين, وقد مررت الأسبوع الماضي بهذه التجربة، وكان عليَّ الاختيار بين أن أكون دينكشوت جديداً يصارع طواحين الهواء، وإما أن أتغابى وأختبر قدراتي في فنون التمثيل وأجعل مني حملاً مهادناً مع أنني أتوق لأن أطلق زئيراً مدوياً ستذهب به الريح حتماً!

أن تواجه كل مواضع الخلل، وأن تكاشف كل الزيف، وأن تسفه كل هذا التسطيح الذي تموج به الحياة حولك، وأن تقول الحقيقة بلا رتوش, ستجد نفسك في دائرة مغلقة ليس فيها إلا أنت وحدك، وأنت لا تريد أن تكون وحدك!

لكن الحياة تكون أسهل حين تدرب نفسك على ألا تفهم، وألا تتوقف عند الأشياء، لتتأمل وتحلل وتربط وتسلسل وتستوعب!

تخل بمحض إرادتك عن سمات الشخصية القيادية التي لا تؤمن بالمصادفة، بل تدرك أن الحياة وأحداثها مرتبة جداً.

دعك من هذا كله, وادع الغباء وارتد قناع التغابي لتصفو لك الحياة قليلاً, ففهم الحياة وكشف حقيقة من حولك ومعرفة تفكيرهم وتفسير مواقفهم هي دائرة محيرة, بل ومهلكة تسرق كل لحظات الهدوء والصفو في أيامك.

بين فترة وأخرى نحن بحاجة لبعض التغابي حتى تستعيد أنفسنا بريقها وهدوءها لتعود مجدداً, تبهر بالحقيقة وتضيء بالمواقف القوية والمكاشفة الصادقة!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد