الجزيرة - حازم الشرقاوي
شدد خبير مجوهرات على أهمية التمسك بقرار سعودة الوظائف بقطاع الذهب في المملكة، واعتباره خياراً استراتيجياً، وأكد سليمان العثيم رئيس لجنة المعادن الثمينة بغرفة الرياض ورئيس مجموعة سليمان العثيم للمجوهرات أهمية تطوير أداء بائعي الذهب والمجوهرات من الشباب السعودي ليتحولوا إلى خبراء في هذا المجال بدلاً من فتح باب الاستقدام من الخارج، وأكد أن استقدام مهنة خبير مجوهرات من الخارج ستساهم في إلغاء برنامج توطين الوظائف المحلية في قطاع المجوهرات.
وحول رغبة تجار الذهب والمجوهرات في استقدام خبير مجوهرات من الخارج، قال العثيم: في الحقيقة هناك خبراء مجوهرات يمتلكون الخبرة ولديهم مهارات بالمجوهرات ومعرفة، وهم على رأس العمل لدى تجار الذهب والمجوهرات ويساهمون في تطوير أداء مهارات الشباب السعودي، وتدريبهم وتوجيههم، مشيراً إلى أن فتح باب خبير مجوهرات يعني بكل وضوح إلغاء لبرنامج توطين الوظائف في قطاع الذهب والمجوهرات. وذكر أن 80% من معارض الذهب والمجوهرات يعمل بها شخصان، ففي حال وجود الخبير فما دور الشباب السعودي الذي يعمل معه. وقال العثيم: لقد تمت مناقشة هذا الموضوع بكل صراحة مع تجار الذهب على مستوى لجنة المعادن الثمينة بالغرفة، وعلى مستوى اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة على مستوى المملكة، فأقرَ التجار مجتمعين أن توطين الوظائف هي مطلب أساسي للأجيال.
وأضاف: أقرت لجنة المعادن الثمينة بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض وكذلك اللجنة الوطنية للمعادن بمجلس الغرف السعودي في عدد من اللقاءات بالغرفة التجارية بالمملكة أن قرار سعودة وظائف الذهب والمجوهرات هو خيار استراتيجي وقد عمل على ذلك كل تجار الذهب والمجوهرات بالمملكة كل بجهده ومجهوده. وتوجت هذه الجهود المعاهد التي أسسها التجار وعلى رأسها المعهد السعودي لعلوم المجوهرات، ومعهد الرميزان، ومعهد الخليج بالتعاون مع لجنة المعادن الثمينة بالغرفة التجارية بجدة.
وذكر أن الشباب السعودي قد اكتسب مهارات وخبرات العمل كبائع للذهب والمجوهرات وكمديرين لمعارض الذهب والمجوهرات وكمندوبي مشتريات في قطاع الذهب والمجوهرات، وقال: لقد أبلوا بلاءً حسناً في الغالب إلا أن القليل من تجار الذهب والمجوهرات ما زال يرغب في وجود خبراء للذهب والمجوهرات فقد أقرت لجنة المعادن الثمينة مبدأ العمل على نقل مواهب ومهارات رجال البيع بخبرات عالمية، وذلك بحصولهم على شهادات من معاهد متخصصة كما هو معمول به مع أقرانهم زملاء المهنة بالعالم، بإقرار تكليف مركز التدريب بالغرفة التجارية والذي يرأسه المدير العام صلاح جفارة بالتخاطب مع هذه المعاهد العالمية وهو GIA المعهد الأمريكي لعلوم المجوهرات، وH.R.D في بلجيكا لترجمة المناهج باللغة العربية وتدريب الشباب السعودي بمقر الغرفة التجارية أو بمقر إحدى الكليات التقنية لتخريجه كخبير للمجوهرات بدعم من صندوق تنمية الموارد البشرية. وأضاف لقد قام مركز التدريب بالغرفة التجارية لعمل الاتصالات اللازمة لهذه المعاهد، وذلك لتدريب هذه الكوادر والذي يقدر عدد العاملين بمعارض الذهب والمجوهرات 15000 - 20000 شاب سعودي، باستثناء العمالة الحرفية في المصانع والورش ويقدر عدد معارض الذهب قرابة ستة آلاف معرض ذهب بالمملكة. وأوضح أن قطاع المجوهرات في السعودية يتنامى عالمياً بين المركز الرابع والخامس لاستهلاك الذهب والمجوهرات وهو يشكل ما نسبته 80% من أسواق دول الخليج مجتمعة.
وحول ارتفاع أسعار الذهب مؤخراً قال: إن تخفيض الرسوم الجمركية لم تكن كافية بعد الارتفاعات الضخمة التي شهدتها أسواق الذهب العالمية، وقال: لقد تضاعفت أسعار الذهب إلى أربعة أضعاف من 250 دولاراً للأونصة إلى 1000 دولار للأونصة، وذكر أنه انتهى مفعول التخفيض بحيث أصبح 20% معرباً عن أمله من وزير المالية ومدير عام الجمارك والمسئولين بتخفيض الجمارك إلى 1% لمواجهة الارتفاعات المستمرة في أسعار الذهب.
ودعا إلى أهمية أن تكون الجمارك على المصنعية (الأجور الصناعية) فقط دون قيمة الذهب حيث إنه مُعفى من الجمارك ودون قيمة الألماس والأحجار الكريمة، حيث إنها معفية من الجمارك أيضاً. وقد أبدى المسؤولون تفهمهم لهذا الموضوع ووعدهم بمساعدتنا.
وأوضح أن الكثير من تجار الذهب والمجوهرات قد استفادوا من ارتفاع أسعار الذهب والمجوهرات ببيع ما لديهم وتحويلها إلى مشاريع أخرى، بالإضافة إلى ازدهار سوق الألماس بالمملكة فقد بدأ الكثير من تجار الذهب تحولهم التدريجي إلى تجارة الألماس أو العقار.
وحول مستقبل سوق الذهب والمجوهرات قال: إن انضمام المملكة كعضو عامل في منظمة التجارة العالمية أعطى العالم بأسره الفرصة بدخول سوق المملكة والاستفادة من الفرص الاستثمارية به، وقد بدا هذا واضحاً بزيارات الدولة الرسمية وما يصاحبها من وفود من رجال الأعمال من كل دول العالم بعمل شراكات مع رجال الأعمال السعوديين في هذا المجال، ويرى العثيم أن سوق المجوهرات سوف يزدهر بقوة.