أغلق المؤشر العام للسوق السعودية أسبوعه الماضي على مستوى 6.449.81 نقطة مسجلاً قمة جديدة لعام 2009م، بقيمة تداول أسبوعية تعادل 25.09 مليار، بزيادة أكثر من مليارين ونصف المليار عن قيمة تداول الأسبوع قبل الماضي. وقد سجل المؤشر ارتفاعاً أسبوعياً مقداره 135 نقطة خضراء بعد أن جنى أرباحه يومي الاثنين والثلاثاء بجني أرباح طفيف تراجع فيه من 6422 إلى نقطة 6338 يوم الثلاثاء، ومنها عاود الارتفاع متجاوزاً نقطة الاثنين التي تراجع منها ليسجل قمة أسبوعية وشهرية وسنوية جديدة عند مستوى 6449.81، كاسبا 2320 نقطة تقريباً من أقل إغلاق سنوي (4130) بتاريخ 9-3-2009م، محققاً نسبة ارتفاع سنوية تجاوزت 50%.
هذا، وقد كان لقطاع المصارف والخدمات المالية وقطاع الصناعات البتروكيمياوية دور كبير في تحقيق قمة الأسبوع الماضي، وذلك بعد أن أفصحت بعض شركاتهما عن نتائجها للربع الثالث من العام الجاري 2009م. وقد اختتم المؤشر العام تعاملات الأسبوع الماضي بشمعة شراء طويلة بطول 98 نقطة، وأغلق قريباً من أعلى نقطة أسبوعية (6456)، ويعتبر الإغلاق (فنياً) إغلاقاً إيجابياً على المدى اللحظي، إلا أن الكلمة الأخير تكون لما يتبقى من إعلانات. وكان مدى التذبذب الأسبوعي بين أدنى نقطة (6297) وأعلى نقطة (6456) يساوي 158 نقطة، تذبذب فيها المؤشر في مسار صاعد مكملاً المسار الصاعد الأسبوعي السابق الذي بدأه بعد منتصف تعاملات شهر رمضان المبارك حتى تداول الأسبوع الماضي.
ماذا بعد..؟؟
من المعلوم أن المستثمر يبني قراراته ويرتب محفظته على ما تفصح عنه الشركات القيادية والاستثمارية من نتائج، وقد أفصحت الكثير من الشركات عن نتائجها، وكثير منها شركات قيادية من قطاع المصارف والخدمات المالية كالجزيرة وسامبا والرياض وساب وغيرها من الشركات، ومن قطاع الصناعات البتروكيمياوية سافكو والتصنيع وغيرهما، ومن الأسمنتات اليمامة وتبوك وغيرهما، ولكن مهما تم من إعلانات ومهما كانت النتائج يظل المستثمر خاصة ينتظر الأهم، ينتظر أهم شركتين قياديتين استثماريتين هما مصرف الراجحي وشركة سابك؛ وذلك لقوتهما وقوة مركزهما ماليا ونفسيا؛ فهما أكبر شركتين مؤثرتين في نقاط المؤشر العام ارتفاعاً وانخفاضاً. وحتى نهاية تداول الأربعاء لم تفصح الشركتان عن نتائجهما، وعادة يعلن الراجحي قبل إعلان سابك، ولم يبق على إعلانهما إلا أيام معدودة، وبإعلانهما وما يصدر فيه يستطيع المستثمر بشكل خاص والمتداول بشكل عام رسم خطته وترتيب محفظته الاستثمارية وأيضا المضاربية، وبهذا سيكون هذا الأسبوع أسبوعاً حاسماً تتجه فيه الأنظار لإعلان الشركات. ورغم أن إيجابية النتائج وسلبيتها لها أثر كبير في قرارات المتداولين، إلا أنه ليس شرطا أن يواصل المؤشر ارتفاعاته لأيام متعددة وبنقاط كثيرة حين الإعلان عن النتائج إن كانت إيجابية، وليس شرطا أن يتراجع المؤشر تراجعا حادا لأيام متعددة حين الإفصاح عن نتائج غير مرضية، المهم أن يعرف ويطلع المستثمر على نتائج الشركتين، بعدها قد يلجأ للنظرة الفنية من حيث المؤشرات والنماذج الفنية المتكونة سواء أكانت يومية أم أسبوعية، وقد لاحظنا خلال الربع الأول بعد إعلان سابك عن خسارة ما يقارب مليار كيف أن المؤشر تراجع لحظياً، ولكنه لم يستمر في تراجعاته بل ساير وحقق ما كان يراه التحليل الفني، الذي كانت مؤشراته تشير إلى إيجابية باقية على المدى الأسبوعي والشهري؛ فما الذي يراه التحليل الفني خلال هذه الأيام، والذي قد يكون التركيز عليه بعد النتائج المهمة؟.. هذا ما سنتكلم عنه في السطور الآتية:
السوق من المنظور الفني
سبق أن ذكرنا الأسبوع الماضي أن المؤشرات الأسبوعية لا يزال الكثير منها يشير إلى إيجابية باقية عدا الاستوكاستك الذي قارب على التقاطع السلبي على المستوى الأسبوعي، وأيضا المؤشرات الشهرية لا تزال تشير إلى استمرارية الإيجابية على المستوى الشهري، أما اليومي فتفيد بعض مؤشراته إلى وجود تضخم في بعض منها وقرب تقاطعات سلبية على بعضها؛ فالمؤكد حتى وإن لم يتقاطع سلبا إلا أنه في مناطق تشير إلى قرب التقاطع خلال الأسابيع القادمة أما الآر إس آي والاستوكاستك فلا يزال كل منهما يلزم الحيادية، وربما نستنتج من ذلك أن المؤشر لا يزال في مساره الصاعد سواء على المستوى اليومي أو الأسبوعي أو الشهري، وبهذا قد يواصل المؤشر تحقيق قمما سنوية جديدة متجها نحو مستوى ما بين 6700-6900 متوسط قيعان 2007م ما لم يستجد جديد وما لم تكن هناك أخبار سلبية تعيقه عن ذلك .
وكما يبين الشارت المرفق نلاحظ أن المؤشر حين ارتداده عام 2007م من قاع 6767 وهي ما تعادل 6905 بالمؤشر الجديد واصل ارتفاعه حتى 11697، ثم تراجع منها كاسراً قيعانه القوية ليحقق قاعا جديدا في 2009م عند نقطة 4068 التي ارتد منها مقتربا من قيعان 2007م، التي ربما تتحول إلى مقاومة مهمة قد يتوقف المؤشر عندها خلال الأسابيع القادمة، فإما اختراقها والثبات فوقها وإما الارتداد منها أو قريباً منها لبناء قاعدة دعم ثابتة يتكئ عليها حين نية مواصلة الارتفاع، وقد يكون لنتائج الشركات واستقرار الأزمة الاقتصادية والأخبار العالمية دور كبير (على المديين المتوسط والبعيد) في معرفة اتجاه المؤشر صعوداً أو هبوطاً أو استقراره في منطقة تنحصر في مسار أفقي.
احتمالات الأسبوع الجاري
أغلق المؤشر يوم الأربعاء الماضي عند نقطة قريبة من أعلى مستوى وصل إليه، وهذا فنيا يشير إلى مواصلة الارتفاع وتحقيق قمة أسبوعية جديدة ما لم يستجد جديد وما لم تكن هناك أخبار غير إيجابية تعيقه عن مساره الصاعد، وسيكون لإعلان الراجحي دور كبير في تعاملات الأسبوع الجاري؛ فإيجابية الإعلان قد تدفع بالسهم لتسجيل قمة سنوية، وبالتالي تتفاعل معه الكثير من الشركات، خاصة الشركات المتوسطة وشركات المصارف التي سبق أن أعلنت نتائج غير سلبية، وبالمقابل يكون العكس؛ فحينما يكون إعلانه غير مُرضٍ فقد يتوقف المؤشر عن مواصلة ارتفاعاته بعد الإعلان متأثراً بمسار سهم شركة الراجحي الذي يعتبر من أقوى الشركات تأثيراً على نقاط المؤشر العام ارتفاعاً أو انخفاضاً، وكلما يقال عن شركة الراجحي حول تأثيرها على المؤشر فهو يقال عن شركة سابك حين إعلانها. ونظرا إلى وقوف المؤشر قريبا من أعلى نقطة أسبوعية فقد يكون هناك هامش كبير بين نقاط الدعم الأسبوعية ونقطة الارتكاز التي تقف عند مستوى 6401، وهي نقطة مهمة لهذا الأسبوع، والتداول تحتها لفترة أطول قد يسهم في الاتجاه إلى نقاط الدعم الآتية:
نقطة الدعم الأولى على المستوى الأسبوعي تقف عند نقطة 5345، أما الثانية فهي عند مستوى 6241، والثالثة والأخيرة عند 6185 نقطة. أما التداول فوقها (نقطة الارتكاز 6400) لفترة طويلة فقد يتجه المؤشر إلى نقاط المقاومة الآتية:
المقاومة الأولى على المستوى الأسبوعي 6505، أما المقاومة الثانية فهي عند نقطة 6551، والثالثة عند نقطة 6665. ويعود السبب في قرب المقاومات إلى إغلاق المؤشر عند نقطة تقترب من أعلى نقطة لمسها الأسبوع الماضي.
أما نقاط المقاومة على مستوى اليوم (السبت) فهي على التوالي (6487- 6525-6594)، ونقاط الدعم مرتبة (6380- 6311-6273)، ونقطة الارتكاز اليومية لهذا اليوم السبت 6418 نقطة. والخلاصة مما تقدم أن المؤشر لا يزال في مسار صاعد سواء على المستوى اليومي أو الأسبوعي أو السنوي، والانتظار سوف ينصب على إعلان نتائج الراجحي ثم سابك؛ فلهما دور كبير في رسم خطة كل مستثمر أو متداول، والمؤشر في اتجاهه لاختبار قاع 2007م ما لم يستجد جديد.
عبدالعزيز الشاهري - محلل فني