Al Jazirah NewsPaper Saturday  17/10/2009 G Issue 13533
السبت 28 شوال 1430   العدد  13533
بعد دخول منافسين للسوق المحلية.. (الاتصالات) أمام منافسة مشغلي ما وراء الحدود

 

تأسست شركة الاتصالات السعودية بموجب المرسوم الملكي رقم م-35 بتاريخ 21-4- 1998م كشركة مساهمة سعودية. وكانت شركة الاتصالات السعودية مملوكة بالكامل لحكومة المملكة، وقد قرر مجلس الوزراء في ذلك الحين زيادة رأس مال الشركة من 12 مليارا إلى 15 مليار ريال، وذلك عن طريق ترحيل جزء من الأرباح المبقاة إلى رأس مال الشركة، وبعد ذلك وافق المجلس على بيع 30% من أسهم الدولة في الشركة قسمة إلى جزءين 20% للمواطنين و10% لمصلحة معاشات التقاعد والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية. وقد انتهى الاكتتاب في أسهم شركة الاتصالات السعودية بتاريخ 06-01-2003م وفي تاريخ 11-04-2003م تمت التوصية والموافقة على زيادة رأس مال الشركة من 15 مليار ريال إلى 20 مليار ريال، وذلك عن طريق رسملة الاحتياطيات ومنح سهم مجاني لكل ثلاثة أسهم. ويبلغ عدد أسهم الشركة 2 مليار سهم، ومن هذه الأسهم المصدرة يوجد 325,7 مليون سهم في قائمة الأسهم الحرة. ونظرا إلى كبر رأس مال الشركة وقيمتها السوقية فإن شركة الاتصالات السعودية تعد أحد المؤثرين على تحركات مؤشر السوق السعودية. وفي تاريخ 16-04-2007 استحوذت الشركة على ما نسبته 97% من الشركة العربية لخدمات الإنترنت والاتصالات (أول نت) بقيمة 98.940 مليون ريال. وفي تاريخ 12-09-2009 اتجهت شركة الاتصالات السعودية نحو أولى خطواتها التوسعية خارج حدود المملكة العربية السعودية باستحواذها على 25% من شركة الاتصالات الماليزية (MAXIS) بقيمة 11.4 مليار ريال. وفي شهر 11 من العام 2007 فازت شركة الاتصالات السعودية برخصة الجوال الثالثة في دولة الكويت، وهي ما تمثل نسبة 26% من هذه القيمة بعد حصولها عليها بالمزايدة بمبلغ 3.37 مليار ريال. وفي تاريخ 21-01-2008 اشترت شركة الاتصالات السعودية ما نسبته 35% من شركة أوجيه تيليكوم للاتصالات، وبلغت قيمة الصفقة 9.6 مليار ريال. وآخر التطورات فوز الشركة برخصة الجوال الثالثة في البحرين بعرض بلغت قيمته 862.5 مليون ريال.

نشاطات الشركة

تتمثل أنشطة الاتصالات السعودية أو مجموعة الاتصالات السعودية في توفير سلسلة من خدمات الاتصال، تشمل الهاتف الجوال (الجيل الثاني والجيل الثالث) وخدمات الهاتف الثابت وخدمات المعطيات التي تمثل نقل البيانات والخطوط المؤجرة وخدمات الإنترنت والتجارة الإلكترونية. وتعتبر شركة الاتصالات السعودية المشغل الأول لخدمات الاتصالات في المملكة قبل وصول منافسيها الجديدين (موبايلي وزين) إلى السوق.

مقارنة الأداء بين النصفين الأول 2009 و 2008

بلغ إجمالي قيمة موجودات شركة الاتصالات السعودية بنهاية النصف الأول من العام الحالي (2009) 104.7 مليار ريال، وهذا ما يشير إلى نمو الموجودات بنسبة بلغت 1.55%. وتبلغ قيمة الأصول الثابتة لدى شركة الاتصالات السعودية 84.7 مليار ريال مسجلة تراجعاً طفيفاً عن نفس الفترة من العام الماضي بنسبة 0.12%, في حين أن الأصول المتداولة للشركة قد بلغت 20.1 مليار ريال محققة نمواً بنسبة 9.2%. وبحسب المقارنات بين الأصول فإنها تشير إلى نمو النقد وما في حكمه لدى شركة الاتصالات السعودية بنسبة 2.1%. وبالانتقال إلى المطلوبات على الشركة فقد بلغ إجمالي الخصوم 58.4 مليار ريال مقسمة إلى 26.2 مليار ريال خصوماً متداولة و32.1 مليار خصوماً غير متداولة، وتشتمل هذه الخصوم على قروض طويلة الأجل بقيمة 25.5 مليار ريال وقروض قصيرة الأجل بقيمة 7.1 مليار ريال، وتمثل الخصوم ما نسبته 55.8% من إجمالي موجودات الشركة، في حين أن نسبة الخصوم لدى الاتصالات قد تراجعت بنسبة 1.9%. وبالانتقال إلى حقوق الملكية لدى شركة الاتصالات السعودية فإن قيمتها بنهاية النصف الأول من العام الحالي قد بلغت 46.3 مليار ريال محققة نمواً بلغ 6.24%، ومن المتوقع أن يشهد العائد على حقوق الملكية تراجعاً بنسبة 3.97%. وتمتلك الشركة احتياطيات تفوق رأس مالها حيث تقارب احتياطيات الشركة 20.5 مليار ريال، وهو ما يزيد من قدرتها على تمويل نفسها من خلال رسملة هذه الاحتياطيات وتحويلها إلى أسهم من خلال منح أسهم مجانية للمساهمين، ولهذه الاحتياطيات القدرة على مضاعفة رأس مال الشركة متى ما كان هناك حاجة للتمويل أو التوسع. وبنهاية النصف الأول من العام الحالي حقق ربحية السهم انخفاضا بنسبة 20.11% عن نفس الفترة من العام السابق؛ حيث بلغت ربحية السهم 2.74 ريال. ويلاحظ أن هناك انخفاضاً في معدل دوران الأصول لدى الاتصالات بقيمة بلغت 0.5. وبالنظر إلى إيرادات الشركة خلال النصف الأول فقد سجلت نموا بنسبة 5.35% عندما بلغت إيرادات الشركة 12.6 مليار ريال، إلا أن نمو الإيرادات لم ينعكس بنمو على أرباح الشركة، ويتوقع أن تتمكن الاتصالات من تحقيق أرباح خلال الربع الثالث من العام الثالث بقيمة تقارب 2.280 مليون ريال؛ ما يمثل تراجعاً بنسبة الأرباح عن نفس الفترة بنسبة بين 26 و24% لتكون ربحية السهم المتوقعة للربع الثالث 1.14 ريال؛ ما يضع السهم عند مكرر ربح مستقبلي يبلغ 10.15 مضاعف؛ حيث تم حساب مكرر الأرباح المستقبلي للاتصالات من خلال التوقع لربحية السهم خلال هذا العام بأن تبلغ 5.02 ريال.

ويأتي هذا التراجع في ربحية السهم بالمقارنة مع السنوات الماضية التي تجاوزت فيها ربحية السهم مستويات 6 ريالات.. إلا أن العامل الرئيس هو المنافسة التي ظهرت بين مشغلي الجوال في المملكة خصوصا، إذا ما علمنا أن مجمل الأرباح لشركة الاتصالات يأتي من قطاع الجوال الذي حقق خلال النصف الأول من العام الحالي وبحسب القائمة المالية أرباحا بلغت 5.2 مليار ريال من أصل إجمالي أرباح بلغ 5.4 ريال؛ ولذلك من المتوقع أن يكون للعروض المقدمة من مشغلي الاتصالات أثر على نمو أرباحها خلال الفترة الحالية، ويظهر أن التوسعات خارج الحدود هو الأمل المستقبلي لشركة الاتصالات للمحافظة على مستويات الربحية والأداء والإيرادات، وكان هذا واضحا خلال استهداف إحدى أكبر الأسواق العالمية سعة، وهي سوق شرق آسيا، ومن ثم تلاها الانتشار الخليجي من خلال الكويت والبحرين.

الاتصالات فنياً

استهل سهم شركة الاتصالات السعودية تداولاته هذا العام من المستوى 49.8؛ ليستمر طيلة الربع الأول من العام في مسار هابط وصل فيه إلى مستوى 35.5 ريال، وكان هذا المسار قد استمر إلى بداية الربع الثاني من العام الحالي؛ حيث سجل سهم الاتصالات السعودية أدنى مستوياته السنوية عند 33.7 ريال؛ ليعاود السهم التحرك ارتفاعاً؛ ليسجل السهم أعلى مستوياته السنوية خلال الربع الثالث من العام الحالي عند 57.25 ريال. يواجه سهم الاتصالات خلال الأيام القادمة تحدي المحافظة على مستويات الدعم المهمة التي تستوجب المحافظة عليها تأثر إيجابي بالنتائج المالية للربع الحالي أو أن تكون النتائج أقل تأثيرا على تحركات السهم؛ كونها مع توقعات السوق، ويقع مستوى الدعم الأول لسهم الاتصالات عند مستوى 49.5، يليه منطقة دعم ثانية تقع عند 47.5. أما في الاتجاه الشمالي فإن سهم الاتصالات يواجه مستوى المقاومة 51.5 ريال، يليه مستوى المقاومة الثانية الواقعة عند 54 ريالاً. وبطبيعة الحال الثبات أعلى من مستوى المقاومة الثانية يجعل السهم أمام اختبار أعلى مستوياته السنوية.

ثامر بن فهد السعيد - محلل أسواق مالية



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد