في ضوء الإعلان عن نتائج أعمال نحو 31 شركة من الشركات المدرجة في السوق أغلق سوق الأسهم عند 6450 نقطة رابحاً نحو 135 نقطة، ويمثل هذا المستوى عودة للمؤشر لمستوياته القديمة التي غادرها منذ أكتوبر 2008.. وقد سجلت حركة التداول استقراراً خلال الفترة من السبت إلى الثلاثاء حيث سار المؤشر في مسار أقرب إلى المسار الأفقي نتيجة حالة الترقب لدور نتائج أعمال الشركات القيادية الكبرى، إلا أن المؤشر سجل صعوداً مفاجئاً يوم الأربعاء ربح خلاله 98 نقطة.. وقد خضع مؤشر السوق خلال هذا الأسبوع لعنصرين مؤثرين، هما توالي صدور نتائج أعمال الشركات، ثم التطورات الإيجابية التي طرأت على السعر العالمي للنفط، وبخاصة في ظل تجاوزه لمستوى 74 دولاراً في التعاملات الآسيوية يوم الثلاثاء.. إلا أن العنصر الأكثر تأثيراً على حركة المؤشر (والمترقب الآن) هو نتائج أعمال سابك والراجحي.. كيف ستكون؟ هل ستشهد استقراراً أم تراجعاً أم تحسناً؟
تحسن السيولة المتداولة
رغم أن مستوى السيولة المتداولة الأسبوعية قد سجل تزايداً عن مستواه في الأسبوع الماضي، إلا أن هذه الزيادة لم تكن من الكبر بحيث تمثل المستوى الذي يمكن أن يدعم المسار الصاعد المستمر منذ خمسة أسابيع.. لذلك، فإن السيولة سجلت تردداً نتيجة السياسة التي يتبعها كبار المستثمرين في توخي الحذر في تفاؤلهم حول نتائج أعمال الشركات القيادية.. لذلك، فقد سيطر المسار الأفقي على المؤشر.. إلا أن هذا المسار تحول لصعود ملموس يوم الأربعاء في ضوء الأخبار الإيجابية عن توقعات بتحسن مستويات الطلب على النفط، وتحقيق السعر العالمي للنفط ارتفاعاً تجاوز 74 دولاراً يوم الثلاثاء الماضي.
تراجع السيولة المتداولة في سابك بنسبة 48.5%
على الرغم من التحسن في مستوى السيولة المتداولة في السوق ككل خلال الأسبوع الأخير، ورغم أن المتداولين يترقبون منذ أسبوعين بشغف صدور نتائج شركة سابك، إلا أن فترة هذين الأسبوعين سجلت تراجعاً حاداً في السيولة المتداولة في سهم سابك بنسبة بلغت حوالي 48.5%، وهو شيء ملفت للنظر، ويحتاج لتفسير؟ فقد تميزت الفترة السابقة لصدور نتائج أعمال الشركات للربع الحالي بصفات خاصة تختلف عن الأرباع السابقة لها، حيث إنها لم تشهد مضاربات حادة كما كان يحدث من قبل، كما أن سهم سابك شهد ركودا ملحوظا بشكل مختلف عن المضاربات العشوائية التي كنت تعتريه في مثل هذه الفترات من قبل.. وفي اعتقادي أن ذلك يفسر بأن غالبية المتداولين أصبحوا متمسكين بالسهم ولا يرغبون في التفريط فيه.. وبالطبع يعود ذلك إلى توقعاتهم بتحسن نتائج أعمال شركة سابك عن الربع الثاني.. وفي اعتقادي يوجد هناك دلائل قد تدعم هذه التوقعات، أبرزها تحسن مستوى الأسعار العالمية للنفط خلال الربع الثالث بنسبة تزيد بحوالي 28% عن مستوياتها في الربع الثاني.
الأخطاء في قراءة نتائج أعمال الشركات
البعض يخطئ في التفرقة بين شركة خاسرة وبين شركة أخرى حدث تراجع في معدلات أرباحها، وبالطبع هناك فرق كبير بينهما.. وللأسف فقد أصبح من الملاحظات المتكررة في تفسير كثير من التقارير المالية للشركات وجود نوع من الخلط بين المفهومين.. لدرجة أن البعض يعتبر أن كل شركة تسجل تراجعا في صافي أرباحها لربع معين عن ربع سابق أو ربع مماثل من عام سابق، يعتبرها بمثابة شركة خاسرة، وخصوصاً أن البعض يفسرون إشارات السالب (-) التي تظهر في معدلات التغير لصافي الأرباح على أنها خسارة حققتها هذه الشركة.. فعلى سبيل المثال في الجدول (1) المرفق يوجد حوالي 19 شركة تسجل معدل تغير سالب، إلا أن كافة هذه الشركات لا تعتبر شركات خاسرة، بل إنها لا تزال رابحة، فقط ثلاث شركات منها هي التي تعتبر شركات خاسرة.
تحسن في نتائج أعمال المصارف المعلنة بنسبة 37%
لا تزال الأزمة المالية العالمية تلقي بظلالها على نتائج أعمال الشركات، حيث إنه رغم التحسن في نتائج أعمال المصارف مقارنة بمستوياتها في الربع المماثل من العام السابق بنسبة بلغت في المتوسط حوالي 37% (للمصارف المعلنة)، إلا أن هذه المصارف سجلت تراجعا ملموسا بنسبة بلغت حوالي 13% عن مستوياتها في الربع السابق من هذا العام.. وفي اعتقادي أن هذا التراجع يعود بشكل جوهري إلى تقلص في حجم الأعمال التشغيلية لهذه لبنوك بوجه عام، ويعتبر ذلك أحد تداعيات تقلص حجم النشاط الاقتصادي ككل نتيجة تقوقع غالبية البنوك داخل نطاقات محدودة خوفا من الأصول الرديئة.. إن الأمر المستغرب في نتائج المصارف هو أن كافة المصارف فسرت الزيادات الحادثة في نتائج أعمالها للربع الحالي عن الربع المماثل من العام الماضي، إلا أنها جميعا تقريباً لم تعط تفسيراً واحداً يبرر أسباب تراجع هذه الأرباح عن الربع السابق من هذا العام..
توقعات بمسار إيجابي قوي جديد
تجاوز سعر الذهب مستوى 1070 للأونصة، ثم لأول مرة منذ عام يتجاوز مؤشر داو جونز مستوى 10000 نقطة، ثم النفط يتجاوز مستوى 76 دولارا للبرميل، وما هو أهم ظهور ملامح لعودة التضخم لأول مرة من جديد، في اعتقادي أن هذه العوامل مجتمعة هي التي تقود لصعود البورصات العالمية.. لذلك، فهناك توقعات لحدوث طفرة في غالبية البورصات العالمية خلال الأيام الحالية.. لذلك، فإن التكهنات تشير إلى مسار صاعد جديد خلال افتتاح السوق يوم السبت، إلا أن ذلك رهن بعدم صدور أية شائعات أو مفاجآت سلبية حول نتائج أعمال الراجحي وسابك.
د. حسن الشقطي - محلل اقتصادي