تزايدت الأعمال الإرهابية في الباكستان، وتركزت الهجمات في إقليم البنجاب لأسباب وأهداف لم تغِب عن ذهن المراقب والمتابع لما يجري في هذا البلد الإسلامي.

فهناك مقولة يتداولها المهتمون بالشؤون الباكستانية، هي (مَنْ يُرِدْ حكم باكستان فعليه السيطرة على البنجاب)، كما أن إقليم البنجاب يشكِّل وعاء استراتيجياً جغرافياً مثلثاً مع بيشاور ووزيرستان، وكون جنوب وزيرستان هو معقل تنظيم القاعدة، وبيشاور مدخلاً لأفغانستان لباكستان؛ فإن امتداد الأعمال الإرهابية إلى إقليم البنجاب ليس بمستغرب، ولا يغيب هذا العامل عمن يريدون توريط باكستان فيما يجري في أفغانستان وتوسيع الانفلات الأمني وتكبير قاعدة الإرهاب بإضافة الباكستان.

وهكذا استهدفت هذه البلاد في الأيام الاثني عشر الماضية موجة من الهجمات الانتحارية نفَّذها أشخاص محسوبون على تنظيم طالبان باكستان، وصلت حصيلتها 170 شخصاً.

* ففي 16 أكتوبر: قُتل ما لا يقل عن 11 شخصاً الجمعة في تفجيرين انتحاريين وقعا قرب مقر الشرطة الجنائية في حي عسكري في بيشاور شمال غرب باكستان، وفق حصيلة جديدة أصدرتها الشرطة.

* وفي 15 أكتوبر: مسلحون يرتدون سترات تفجيرية ويحملون قنابل يهاجمون ثلاثة مبان للشرطة في وقت متزامن في مدينة لاهور شرق؛ ما أدى إلى مقتل 39 شخصاً.

وأدى تفجير سيارة مفخخة في مبنى سكني للموظفين الحكوميين في بيشاور إلى مقتل طفل.

* 12 أكتوبر: انتحاري يفجِّر نفسه في سوق لدى مرور موكب لقوات شبه عسكرية في شانغلا، المنطقة المجاورة لوادي سوات الواقع شمال غرب باكستان الذي يشهد عملية عسكرية حديثة ضد طالبان، قُتل 45 شخصاً على الأقل، معظمهم مدنيون في الهجوم الذي أعلنت حركة طالبان باكستان مسؤوليتها عنه.

* 11-10 أكتوبر: عشرة مسلحين يشنون هجوماً جريئاً على مقر الشرطة في روالبندي، المدينة المحصنة المحاذية لإسلام أباد. قُتل 23 شخصاً في الهجوم واحتُجز 39 شخصاً تم تحريرهم على يد القوات الباكستانية. القتلى هم 11 جندياً وثلاث رهائن وتسعة مهاجمين، وأعلنت حركة طالبان باكستان المسؤولية.

* 9 أكتوبر: تفجير انتحاري في سوق مزدحم في بيشاور شمال غرب بسيارة مفخخة يؤدي إلى مقتل 52 شخصاً وجرح أكثر من مئة آخرين. الهجوم هو السادس الذي تشهده المدينة القريبة من المنطقة القبلية عند الحدود الأفغانية، حيث فرَّ عشرات الآلاف من الأشخاص خوفاً من هجوم واسع ضد طالبان والقاعدة.

* 5 أكتوبر: قُتل خمسة من موظفي برنامج الأغذية العالمي، أربعة باكستانيين وعراقي، عندما دخل انتحاري كان يرتدي زياً عسكرياً مكاتب الهيئة في إسلام أباد وفجَّر نفسه. أعلنت طالبان باكستان مسؤوليتها عن الهجوم.

هذه قائمة سوف تتضخم ويرتفع عدد ضحاياها؛ لأن باكستان مستهدفة, وإذا لم تسارع الدول الإسلامية إلى تحصينها فإنها حتماً ستوسع مستنقع الإرهاب بالانضمام إلى أفغانستان؛ ليرفع من حصيلة نزف الدماء الإسلامية.