Al Jazirah NewsPaper Saturday  17/10/2009 G Issue 13533
السبت 28 شوال 1430   العدد  13533
إصلاح التعليم في الدول العربية
د. خليل إبراهيم السعادات

 

عقدت كلية التربية بجامعة الملك سعود ورشة عمل إصلاح التعليم في الدول العربية المملكة العربية السعودية أنموذجاً. وناقشت الورشة عددا من الموضوعات منها رؤية وزارة التربية والتعليم حول واقع التعليم في المملكة وواقع دور كليات التربية ومساهمتها في تطوير التعليم العام في المملكة

وبعض التجارب العالمية في التعليم العام. يعد موضوع إصلاح وتطوير التعليم من الموضوعات القديمة الحديثة التي لا تتوقف عند مرحلة معينة أو زمن معين فهو عملية مستمرة، ويظل هذا الموضوع الشغل الشاغل للتربويين والمربين والأساتذة وهو من أهم القضايا التي تحتاج إلى جهود علمية وفكرية خاصة نظراً لتأثيره على قضايا المجتمع وأفراده.

تحدث الدكتور حامد طاهر في كتابه هل تريدون حقاً إصلاح التعليم عن سبع عقبات أمام تطوير التعليم ينبغي مواجهتها وهي زيادة أعداد تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات مقابل نقص أماكن التدريس المناسبة والتجهيزات التعليمية إضافة إلى نقص الأساتذة والمعلمين، وضعف تأهيل المدرسين والاساتذة على النحو الذي يمكنهم من تحقيق التطوير اللازم في العملية التعليمية، وجحود المقررات الدراسية وعدم تحديثها في إطار الحركة المتسارعة في تقنية العلوم الحديثة، وعدم توافر المكتبات في المدارس والجامعات بالشكل الذي يساعد الطالب والأستاذ على الإفادة منها معرفياً وفكرياً، واستمرار تداول الكتاب الجامعي باعتباره مرجعاً أساسياً للطالب رغم خلوه من أي ابتكار أو وجهات نظر قابلة للنقاش والحوار، وضعف التمويل المالي اللازم لحسن سير العملية التعليمية وتدني رواتب أعضاء هيئة التدريس في المدارس والجامعات واستهلاك الأجهزة والمعامل والمختبرات دون أي إحلال أو تجديد وتهالك حالة المنشآت التعليمية، والدروس الخصوصية التي تعد بكل المقاييس، حسب رأي الكاتب جريمة تعليمية لا تكاد توجد في أي دولة من دول العالم. ويشدد الكاتب على أهمية وجود مناهج تعليم حية ومتطورة تثير في العقل قدراته الكامنة على البحث الذاتي عن الأفكار الجديدة وتقديم الحلول المبتكرة للمشكلات المطروحة. ويذكر أنه ليس المطلوب أن نعلم مائة تلميذ أو طالب لنخرج منهم مائة مخترع أو مبتكر بل يكفي واحد أو اثنان على الأكثر، والمخترع الواحد يستطيع أن يرفع بأعماله أمة بكاملها من هوة التخلف. ويرصد عدة أسباب تضعف البحث العلمي في العالم العربي منها غياب الإدارة الجيدة التي يمكنها قيادة البحث العلمي، ومنها عدم توافر الاهتمام النفسي والاجتماعي لدى الباحثين وضعف الروح الجماعية التي أصبحت لازمة لإجراء البحوث العلمية بعد أن تعددت فروع المعرفة وكثرت التخصصات الدقيقة في كل مجال من مجالات البحث العلمي، وغياب التواصل بين مراكز البحث وعدم استمرار التراكم المعرفي وضعف الصلة بين نشاطات البحث العلمي وثقافة المجتمع وطول فترة البحث العلمي التي قد تستغرق حياة الإنسان. ويقترح إنشاء قنوات علمية تلفزيونية فضائية تشيع الثقافة العلمية بين النشء والشباب وتزودهم بصورة حية من تاريخ العالم وأحدث المبتكرات والاختراعات حتى يدرك الشباب أين يقف في مسيرة الابتكار والإبداع، وهذا يزيد من اهتمام المجتمع بالعلم والمعرفة. ويتحدث الكاتب حول الرسائل الجامعية ويقول: إن الرسائل العلمية، الماجستير والدكتوراه، تمثل ثروة علمية وفكرية في غاية الأهمية وبالتالي تحتاج إلى اهتمام خاص من حيث تصنيفها وتقسيمها إلى مجالات بهدف الإفادة القصوى منها. وهذا يتطلب ضرورة التنسيق بين الجامعات والمعاهد البحثية وبين الوزارات والمؤسسات التي يتصل عملها بموضوعات تلك الأبحاث. والمطلوب أن تقوم الجامعات ببحث مشكلات محددة من تلك التي تواجه سير العمل في المؤسسات والمصانع إلى جانب دراسة الوسائل الكفيلة بزيادة الإنتاج وجودته. إصلاح التعليم وتطويره موضوع كبير ومتعدد الجوانب ومتشعب الموضوعات، ويحتاج إلى عدد من ورش العمل والندوات واللقاءات بصفة دورية ومستمرة حتى يبقى موضوع الإصلاح والتطوير حاضراً في أذهاننا، وأدعو زملائي الكتاب والباحثين والأكاديميين إلى المشاركة في الكتابة حول هذا الموضوع الذي يهمنا جميعاً ويحتاج إلى مساندتنا وتأييدنا. وأشير هنا إلى أن عملية إصلاح التعليم وتطويره ليست قصراً فقط على مؤسسات التربية والتعليم في المجتمع بل تشارك فيها جميع مؤسسات المجتمع الرسمية وغير الرسمية والحكومية وغير الحكومية. وعلى الله الاتكال.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد