كانت هذه الوزارة ولازالت، ومنذ تأسيسها على يد المغفور له، خادم الحرمين الشريفين (الملك فهد بن عبد العزيز)، أول وزير للمعارف، وهي تحمل همّ هذا المجتمع الواعد، وتستشعر عظم رسالته في الداخل والخارج، إيمانا منه -رحمه الله- بأن من يتولى شأن التربية والتعليم بيده بعد الله توجيه الفكر، ونشر الثقافة، وحمل لواء الحضارة.
* وشاء الله أن يتعاقب على هذه المؤسسة الثقافية رجالٌ امتازوا عن غيرهم ببعد الرؤية، والعمق في التفكير، وكان لهم من الإنجازات والنجاحات ما لا ينكر، أو يمكن تجاهله طيلة هذه العقود الخمسة الماضية، وإن كان لكل مرحلة بطبيعة الحال خصوصيتها، وما يلائمها من العلوم والمعارف والتوجهات.
* سمو الوزير: إيفاد المعلمين للتدريس خارج هذه البلاد جزء يسير من مهام هذه الوزارة العملاقة، لكنه يشكل هاجساً كبيراً، وهماً عظيماً، وبعداً في استراتيجية التفكير، والذي لا أشك فيه أن لكم من الخبرة، والدراية، وصواب الرأي وسداده ما لا يحيط به هذا القلم، برؤيته المتواضعة.
* لقد انتهجت هذه الوزارة، ومن ورائها قيادتنا الحكيمة نهجاً عظيماً، حين أقرت مثل هذا البرنامج، وإذا كان البعض، ومن منظور مادي صرف ينظر إلى مثل هذه الخطوات الجبارة على أنها زيادة في الأعباء المالية، أو لون من ألوان الهدر، فإنهم، والحالة هذه تغيب عن أذهانهم شرف المسؤولية، وعظم الرسالة لهذه البلاد المباركة.
* سمو الوزير: سُنّ الإيفاد لغايات وأهداف نبيلة، والشخصيات الواعية، هي التي تلمس الآثار، وتلحظ النتائج على الدول والبيئات التي أمها نخبة من المعلمين، المخلصين، الأوفياء لدينهم، ومليكهم، ووطنهم، ومجتمعهم، فكانت ثقافتنا الإسلامية المعتدلة، وحضارتنا الضاربة في الأعماق، وقيمنا وعاداتنا، ولغتنا الأصيلة المستمدة من أكمل الرسالات وأسماها هي التي نشاهد مخرجاتها على مستوى العالم العربي، والإسلامي، والدولي، ويشهد على اعتدالها المنصفون حتى من العداء، أومن يختلفون معنا في الإيدلوجيات. ولا يمكن كذلك أن نتجاهل دور المنظمات والهيئات، والمراكز الثقافية من هذه البلاد وغيرها في نشر وسطية وتسامح ثقافتنا مع الآخرين.
* سمو الوزير: ستكون أكثر سمواً في أفعالك وأقوالك، وأبعد أثراً خارج محيطك، حين تلتفت مرة أخرى إلى مثل هذا البرنامج، وتسعى بكل السبل إلى دعمه كماً في الأعداد، وكيفاً في نوعية الموفدين، فالثقافات والحضارات تتلاقح وتتلاقى عبر وسائط كثيرة، والإنسان أكثرها فاعلية وجدوى، فليكن لك من الهمة والعزيمة وأنت كذلك حيال هذا الموضوع ما ينسب إليك، حين ينسب التاريخ بكل صدق وأمانة جلائل الأعمال إلى أصحابها، ويدونها بكل دقائقها في أسفاره، كشواهد على العصر ورجالاته. ا - ه
(استدعاء)
هل تطلبون من (المختار) معجزة... يكفيه شعبٌ من الأجداث أحياهُ
هي العروبة لفظٌ إن نطقتَ بهِ... فالشرق، والضاد، والإسلام معناهُ
بالله سل خلف (بحر الروم) عن عربٍ... بالأمس كانوا هنا مابالهم تاهو؟
فإن تراءت لك (الحمراء) عن كثبٍٍ... فسائل الصرح: أين المجدُ والجاهُ؟
dr_alawees@hotmail.com