النقاشات والأطروحات وأقوال الوزراء والخبراء الذين شاركوا في الاجتماع السادس لوزراء داخلية دول جوار العراق لا يمكن حصرها في الشأن الداخلي العراقي، وإن كانت الدوافع وهدف الاجتماع تجعل الأنظار تتجه للعراق وما يرتكب على أرضه من خروقات أمنية لا تهدد استقراره فحسب، بل تلقي ظلالاً على وحدة أرضه وتماسك شعبه.

إذ إن الانفلات الأمني وتدهور الاستقرار لا بد وأن يؤثر على الدول المجاورة لهذا البلد، فتفشي الأعمال الإرهابية كالوباء، ومثلما تنتقل الفيروسات الوبائية المرضية لتصيب الأجسام الصحيحة بالعلل، كذلك الدول فإنها تصاب بعدوى انفلات الأمن وتفشي الأعمال الإرهابية، فالمسألة هنا تكمن في ضعف الحصانات الأمنية التي ولدتها خروقات دول الجوار، فهذه الدول التي تسمح بأن تكون أراضيها مقراً وممراً للجماعات التي تدخل العراق لارتكاب الأعمال الإرهابية. والدول التي تسمح بالقيام بهذا العمل تكون ولدت المبرر وأعطت الضوء الأخضر للدول الأخرى في تخريب أمنها والتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدولة، التي أعطت لنفسها الحق في تقديم الدعم اللوجستي للجماعات الإرهابية التي تستهدف الأرض العراقية، وهذه الدول وإن لم تقصد طبعاً فإنها تقدم الدعوة للدول الأخرى للتدخل في شأنها الداخلي، وارتكاب نفس الإثم الذي ارتكب ضد العراق. ومثلما وجدت بعض دول الجوار (منافذ) ونقاط ضعف أتاحت لها أن تحقق ما فعلته في العراق، فإن هذه الدول لديها كثير من نقاط الضعف الأمني والبنيوي تشكل أرضية هشة لتدمير أمن هذه الدول وهز استقرارها، وهذا ما يجب أن يكون مفهوماً لدى قيادات هذه الدول التي ليس من صالحها تفجير تناقضاتها الاجتماعية والطائفية، من خلال ترك أراضي بلدانها فضاءً مريحاً للإرهابيين يعبرون منه ويقيمون فيها لتدمير أمن الجيران.

****