Al Jazirah NewsPaper Friday  16/10/2009 G Issue 13532
الجمعة 27 شوال 1430   العدد  13532
في قاموس الدارسات بالخارج.. وداعاً للخادمة والسائق الخاص
عدد من المبتعثات السعوديات لـ«الجزيرة»: الغربة صقلتنا بالمهام الدراسية والعائلية

 

فانكوفر - مسلّم الرمالي:

دفعت الغربة الكثير من المبتعثات السعوديات للاعتماد على أنفسهن وتولي مسئوليات العائلة من قيادة للسيارة وإيصال الأطفال إلى مدارسهم وشراء مستلزمات المنزل وسداد الفواتير، والطهي والتنظيف بالمنزل، ناهيك عن مواصلة الدراسة. فتكيف السعوديات في الحياة الغربية أخذ وقتاً حتى تمكنت المبتعثات من شق طريقهن بثقة وقدرة على تحمل المسئوليات العائلية والدراسية في آن واحد، حيث لا خدامة منزلية ولا سائق خاص.

(الجزيرة) فتحت ملف انعكاسات الغربة على المبتعثات السعوديات وحالة تكيفهن بالحياة الجديدة .. حيث أكدن بأنهن تعرّضن لمصاعب في الشهور الأولى كاستخدام المواصلات العامة وبرودة الطقس والبعد عن الأهل والوطن، والدراسة المختلطة.

وأشرن إلى أن للغربة دوراً كبيراً في صقل شخصياتهن وتطوير مستوى تفكيرهن.

عطاء وإبداع

المهندسة منال باطويل أمضت أكثر من أربع سنوات في كندا وحاصلة على دبلوم بإخراج الأفلام المتحركة والخدعة البصرية قالت (تنقلي بصحبة أطفالي بالباصات والاسكايترين، وبرودة الطقس والبعد عن الأهل والأجواء الاجتماعية التي اعتدتها كانت صعبة في الشهور الأولى من وصولي، ولكن مع الوقت والاحتكاك وبناء صداقات جديدة والحصول على رخصة قيادة تكيفت في الحياة الجديدة، وشعرت بأنني أكثر قدرة على العطاء والابداع، وتحمل مسئوليات مختلفة وبناء الثقة بالنفس في أداء المهام سواء المنزلية أو الدراسية، فوداعاً لعالم الخدامات والسائقين والترفيه المنزلي) ..

(وفي هذا السياق قالت هناء جزار): الغربة علمتنى دروساً كثيرة، - فكما تعلم - لدينا بالسعودية خادمات بالمنازل وسائقين لنا كنساء، وغيرها من وسائل الترفيه التي تجعلك تعتمد على الآخرين بمعظم الأشياء.

التبضع لأمور البيت

ولكن عندما وصلت لكندا قبل حوالي ست سنوات أقمت مع زوجي وأطفالي في مدينة ونباك في مقاطعة مني توبا حيث برودة الطقس تقارب 40 تحت الصفر، فهذا البرد القارس والبعد عن الأهل والأصدقاء وعدم وجود خادمة وسائق، جعلت مني امرأة مختلفة تماماً حيث توليت مسؤولياتي لمساعدة زوجي من التبضع لأمور البيت وإيصال الأطفال إلى مدارسهم بعد أن حصلت على رخصة قيادة وكذلك دفع الفواتير في البنوك ناهيك عن الطهي والتنظيف في المنزل.

هذه الأشياء صقلت شخصيتي ووجدت نفسي مع الوقت أنني قادرة أيضاً على مواصلة دراستي رغم كل هذه المسئوليات الملقاة على عاتقي حيث حصلت على دبلوم تسويق. فالغربة منحتني الاستقلالية والمسئولية وعرفتني على ثقافات مختلفة.

دكتوراه في الأمومة

بسمة الحسيني التقطت أطراف الحديث من هناء جزار وقالت: (الغربة جعلتني احصل على دكتوراه في الأمومة) .. بسمة متزوجة ولديها طفلتان وأمضت ست سنوات في كندا إضافت: لم أشعر بمعنى الأمومة إلا في الغربة حيث علمتني حقاً معنى الأمومة وجعلتني قريبة جداً من بناتي ومستمتعة بأداء مهام منزلي المختلفة .. فقد كنت في السعودية معتمدة على الخادمات في تربية الأطفال وإعداد الطعام وتنظيف البيت وكنت وغيري الكثير من الفتايات السعوديات لا هم لنا إلا متابعة صرخات الموضة وحضور الحفلات النسائية،

ولكن عندما وصلت إلى كندا انصدمت كثيراً في البداية، حيث وجدت نفسي مسئولة عن كل شيء، وبعيدة عن العائلة والمساعدات.

ولكن الآن أقوم بنفسي بإيصال بناتي للمدرسة بسيارتي وأقوم بـ 90% من مهام عائلتي.

والجميل في هذا أن أسلوب تفكيري أصبح أكثر تطوراً ونضجاً من السابق وهذا من انعكاسات الغربة الإيجابية.

(أحلام ومريم أمضتا أكثر من ثلاثة أشهر في كندا .. أحلام برفقة والدها ومريم برفقة شقيقها) قالن: مازلنا نعاني من إحساس الغربة وفقدان لحنان الأهل وخصوصاً الأم وكذلك دفء الوطن، فعدم وجود صديقات زاد من معاناتنا وجعلنا نعيش حالة نفسية خصوصاً في الأسابيع الأولى ولكن بعد أن تعرفنا على مجموعة من الفتيات السعوديات خففن عنا كثيراً من هموم الغربة.

وأضافتا (نأمل أن نتكيف مع الحياة الغربية خلال الأشهر القادمة وأن نكون قادرات على التأقلم مع ظروفنا الاجتماعية الجديدة.

ونأمل من الملحقية أن تساهم في حل كثير من مشاكل المرافقين خصوصاً اجراءتهم مع الحكومة الكندية، وزيادة مدة دراسة اللغة الإنجليزية لمدة سنتين لأننا كمبتعثات لدينا مسئوليات منزلية أخرى غير الدراسة.

الأكل الحلال

في هذا السياق قالت زينب الحسين التي أمضت أكثر من عام برفقة طفلها وزوجها خلال الأشهر الأولى لوصولي واجهة بعض الصعوبات للتأقلم مثل الأكل الحلال، الحضانة، استعمال المواصلات العامة، والطقس البارد، والدراسة المختلطة وكذلك بعض المواقف المخلة بالآداب التي تمارس في الشوارع العامة.

وتشير بسمة إلى أنها تعرضة لإحراجات في الأيام الأولى بسبب أخذها لابنها معها للمعهد لأنها لم تجد حاضنة.

وتضيف زينب أنني تكيفت مع الحياة الصعبة - كما تصفها - بعد مرور شهران حيث استطعت تدبير جميع أموري بنفسي في التنقل واستعمال الباصات والمواصلات الأخرى واستخدام الخرائط وشراء مستلزمات المنزل بنفسي، وهذا شيء جميل لم نعتده في الوطن حيث الخدم والسائقون ومساعدات الأهل.

وذكرت بسمة ضرورة توفير حاضنات من قبل الملحقية السعودية للمبتعثات أو زيادة مصروف الأطفال حيث لا يتناسب مع مصروفه الفعلي من حاضنة ومستلزمات أخرى وهذا يضع المبتعثات في تعقيدات مادية تنعكس علي وحالتهن النفسية والاجتماعية..




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد