كانت الشمعات الأربع تحترق ببطء وكان السكون يعم المكان لدرجة أنك تستطيع الاستماع لحديثهم، قالت الشمعة الأولى: أنا السلام، لا يستطيع أحد المحافظة على نوري في كل الأحوال، وأعتقد بأن عليّ الرحيل فليس لدي سبب للبقاء، وأخذ نورها في التناقض تدريجيا إلى أن اختفى بالكامل.
قالت الشمعة الثانية: أنا الإيمان، هبت نسمة باردة وأطفأت نورها كليا.
بحزن تكلمت الشمعة الثالثة عندما حان دورها، قالت: أنا الحب، لا أملك القدرة على الاستمرار لم يعد أحد يهتم لأمري، والناس لم يقدروا قيمتي ونسوا حب أقرب الناس إليهم...
فجأة دخل طفل إلى الغرفة وشاهد ما حدث للشمعات الثلاث وبدأ الطفل في البكاء، عند ذلك تكلمت الشمعة الرابعة وقالت: لا تخف يا بني، مادمت أنا موجودة نستطيع إعادة إضاءة الشمعات الثلاث من جديد.. أنا الأمل, وبعيون مبتهجة وقلب سعيد تناول الطفل شمعة الأمل وقام بإضاءة الشمعات الثلاث من جديد..
(أعظم البلاء انقطاع الرجاء وسلامة الصدر وصفو الحياة لا يكون إلا بالأمل فهو الذي يصون الحب والسلام والإيمان).