في لقاء جميل على قناة المجد الفضائية في ليالي العشر الأخيرة من رمضان المبارك كان برنامج (أسرة ناجحة) حاضرا في ذلك المساء، وكانت ضيافة تلك الأسرة الناجحة الدكاترة أسرة راشد الفقيه -رحمه الله-، وبقدر ما كان يحمل ذلك اللقاء من معاني الطموح والجد والتألق الذي امتازت به تلك الأسرة الكريمة بأطبائها المهرة ومهندسيها البررة، وما حفلت به ملفات السنين من بناء للأجيال وترقب للآمال أن تتحقق.
|
وعندما أراد المقدم المتألق الدكتور: فهد السنيدي أن يختم اللقاء بكلمات موجزة ورسالة هدية للمشاهدين الكرام، اختزل الأستاذ الدكتور الجراح العالمي صلاح راشد الفقيه رسالته في الحياة في كلمات رائعة ونادرة بقوله: أوصي بنكران الذات وتحمل المسؤولية والجد و...
|
فوقعت تلك الحكمة الإدارية والخبرة العملية موقعها في النفس، فما هو نكران الذات وماذا يعني؟ وأين؟ ولماذا؟ ومتى؟ ومن؟.
|
فأظن أن غالب الدورات التدريبية التي تقام في المراكز التدريبية المتخصصة والتجارية تهتم بتنمية الذات، وتعالج إدارة الذات، وتركز على سلوكيات الذات وغير ذلك من المصطلحات الإدارية الجيدة التي تهدف إلى حمل رسالة علمية وعميقة في إصلاح النفس وتهذيبها.
|
أسئلة عديدة دارت في ذهني وأنا أرى ختام تلك الضيافة الرائعة وتلك الخبرة العميقة والممارسة الحقيقية للعمل الطموح البناء بناء على نكران الذات.
|
فهل كل عامل صغيرا كان أم كبيرا، موظفا أم مديرا، أستاذا أم طبيبا يعرف نكران الذات!! وما المقابل لنكران الذات؟ سؤال صعب!!.
|
وأظن أن هذا المصطلح لا يطيق ممارسته إلا الكبار الأشداء الذين تحملوا عظائم الأمور في نفوسهم، فهانت عليهم مطالبهم الشخصية وراحة أجسادهم اليومية، وصدق الشاعر عندما صاغ نكران الذات بقوله:
|
إذا كانت النفوس كبارا |
تعبت في مرادها الأجسام |
ولنا في حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة وقدوة، وهو الذي كان يجوع ليشبع أصحابه، ويشتد أسفا وحزنا لهداية قومه، وينهك وتتورم قدماه ليشكر ربه، وها هو صاحبه الصديق أبو بكر رضي الله عنه فقه ذلك الأمر، فيتصدق بجميع ماله في صورة نادرة لنكران الذات، فلما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ماذا تركت لأهلك يا أبا بكر؟) قال : تركت لهم الله ورسوله.
|
أخي القارئ: أظن أن المقال يطول في تعداد تلك الصور النادرة لنكران الذات في سلفنا الصالح، وفي رجالنا الأشداء وفي أمهاتنا الرائدات، فأين نحن منهم؟
|
سؤال أتركه للقارئ العزيز ليصف نكران الذات بحسب ما يمليه عليه دينه وأحلامه في أسرته ووطنه.
|
وشكرا لذلك الإداري الناجح والجراح الماهر د. صلاح الفقيه على الوصية بنكران الذات.
|
|