«الجزيرة» - الرياض
استؤنفت أمس الخميس السادس والعشرين من شهر شوال الجاري بالقاعة الرئيسية بفندق المريديان في المدينة المنورة أعمال ندوة (القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة) (تقنية المعلومات) بعقد الجلستين (الثامنة والتاسعة)؛ حيث عقدت الجلسة الثامنة عند الساعة التاسعة صباحاً، برئاسة معالي الدكتور وليد بن حسين أبو الفرج، وقرر لها الدكتور محمود بن عبدالرحمن قدح.
الجلسة الثامنة
وقد ناقشت الجلسة أربعة بحوث: الأول بعنوان (التعليم الإلكتروني للقرآن الكريم في جمعية المحافظة على القرآن الكريم في الأردن: تجربة وآفاق) - (تقرير) للأمين العام المساعد للجمعية الأستاذ عمر محمد الصبيحي، حيث استهل تقريره بالتعريف بالجمعية، وقال: إنها ذات تجربة غنية بطرق تحفيظ القرآن الكريم وآلياته وزرعه في نفوس روادها، وهي تحرص دوماً في تعليم القرآن الكريم وتحفيظه على استخدام التقنيات الحديثة، مستعرضاً أسباب اهتمام الجمعية بالتقنيات الحديثة في التعليم، والآثار الإيجابية لاستخدام التقنية المعاصرة في التعليم.
ثم تناول أهم العوائق والتحديات التي أثرت في تجربة الجمعية في استخدام التقنية الحديثة، منها: ضعف أساليب التدريس المعتمدة على التقنيات المعاصرة، قلة أعداد المعلمين القادرين على استخدام التقنيات المعاصرة، عدم مناسبة هذه التقنيات لعدد كبير من الطلبة، عدم توافر أجهزة كافية أو نوافذ إلكترونية كافية لجميع الطلاب في وقت واحد، إضافة إلى عدم القدرة على إتقان اللغة الإنجليزية عند الكثيرين.
واقترح الأستاذ عمر الصبيحي - في نهاية التقرير - بعض الحلول للتغلب على هذه العوائق والتحديات، ومن ذلك: إعداد جهاز تقني يفيد في تخطيط القرآن وتثبيت الحفظ عن طريق تسميع الآيات ثم تصحيح الخطأ عند وجوده سواء في الأحكام أو الألفاظ. وإدخال مفهوم التعلُّم الميسر في تعليم القرآن الكريم لزيادة الفاعلية لدى الأطفال، ومن ذلك برنامج وأحكام التجويد الذي يوضح مخارج الحروف، وإنتاج قصص إلكترونية تحكي القصص القرآني وروايات أسباب النزول وإيجاد كوادر تعليمية مدربة ومؤهلة لاستخدام التقنيات المعاصرة.
أما البحث الثاني فكان بعنوان (جهود مركز تحقيق النصوص في رسم المصحف الشريف) (قطاع خاص - القاهرة) - (تقرير) للأستاذ أيمن صالح شعبان حسين مدير مركز تحقيق النصوص لكتابة المصحف الشريف. وقد أوضح في بداية تقريره أن المركز من المؤسسات الفردية ذات الطابع القانوني، ويهتم ببرمجة الخطوط الحاسوبية لكتابة المصحف الشريف بكافة رواياته المتواترة، وتخصص المركز في هذا المجال وأخذ على عاتقه تلك المهمة الشريفة، وهذا الخطب الجلل.
وتضمن التقرير التعريف بالمركز وتاريخ إنشائه، والغرض منه، والهيكل الإداري له، وأقسامه الفنية، وإصداراته العلمية، وخطة تطويره لخدمة النص الشريف، وتخصصه،وأهم مشاريعه في هذا المجال والتعريف بها. واختتم البحث بأهم العوائق والعراقيل التي يلقاها المركز في القيام بدوره.
والبحث الثالث كان بعنوان (الجهود التقنية لمعهد الإمام الشاطبي في خدمة القرآن الكريم) - (تقرير) للدكتور نوح بن يحيى صالح الشهري الأستاذ المساعد بقسم اللغة العربية بجامعة الملك عبدالعزيز مدير معهد الإمام الشاطبي بجدة، حيث تناول بالتفصيل الجهود التقنية لمعهد الإمام الشاطبي في خدمة القرآن الكريم، ممثلة في وسيلتين: الوسيلة الأولى: المقارئ الإلكترونية: وهي عملية تلقين تلاوة النص القرآني بالضوابط المرعية من حيث اللفظ والتجويد والقراءة وما يتبع ذلك عبر وسيط إلكتروني (تقنيات الاتصال بشبكة الإنترنت أو ما يقوم مقامها). وهذا التلقين يكون بصورة مباشرة بين الشيخ والطالب عبر الوسيط الإلكتروني.
الوسيلة الثانية: قاعدة البيانات الوصفية لأوعية المعلومات القرآنية: وهي قاعدة بيانات متخصصة في رصد البيانات الببلوجرافية للإنتاج الفكري المصنف في مجال الدراسات القرآنية خلال خمسة عشر قرناً، ويشمل هذا الإنتاج أسماء (الكتب المطبوعة والمخطوطة، والرسائل الجامعية والمقالات وغيرها من أوعية المعلومات)، وهي أول قاعدة بيانات متخصصة في القرآن وعلومه على مستوى العالم يتم إطلاقها عبر الإنترنت مجانا لكل المهتمين والباحثين.أما البحث الرابع فكان بعنوان (عرض أولي لمشروع مداد البيان في خدمة القرآن الكريم) - (تقرير) للدكتور محمد زكي محمد خضر أستاذ بقسم الهندسة الكهربائية بالجامعة الأردنية، حيث أوضح أن مشروع مداد البيان يستهدف تكوين قاعدة بيانات حاسوبية للقرآن الكريم، حيث تكون أوسع ما يمكن، تبدأ بالكلمة القرآنية فتصف بدقة كل دقائقها ابتداء من أقصر المفردات وهي مقاطع الكلمة من ملصقات، فالكلمة، فالتراكيب، فالجمل، فالآيات، فالسور، حيث تشمل الرسم واللفظ والنطق والصرف والنحو والدلالة؛ خدمة للقرآن الكريم تحليلاً ودراسة وفهمًا وتفسيرًا.أما الجلسة التاسعة والأخيرة للندوة فقد رأسها الأستاذ عبدالله بن عبدالرحيم عسيلان، وقرر لها الدكتور وليد بن بليهش العمري، وعقدت عند الساعة العاشرة والنصف صباحاً، وناقشت أربعة بحوث: الأول بعنوان(بعض مواقع الإنترنت المناهضة للقرآن الكريم باللغة الفرنسية: الواقع وسبل التصحيح) للدكتور حسن إدريس عزوزي أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية الشريعة بفاس، حيث بيَّن أن هذا البحث يستهدف إبراز خطورة مواقع الإنترنت المناهضة للقرآن الكريم من خلال تحديد الجهات المختلفة التي تقف وراء هذه المواقع وأدوات البحث المنهجية التي يتم توظيفها في ذلك، فضلا عن رصد مختلف المصادر المغذية لتلك المواقع السلبية. وكان البحث الثاني بعنوان(دراسة اعتراضات موقع القرآن على الكتاب العزيز) للدكتور محمد عبدو أستاذ زائر بالجامعات المغربية، حيث بدأ حديثه قائلاً: وقفت على موقع يسمى: (موقع القرآن)، تكلّف فيه أصحابه الاعتراض على قدسية الكتاب العزيز؛ فوجدت الموقع على طريقة ينكرها الشرع وأصول التحقيق في البحث، والأدب في الكلام، والأمانة في البيان، ولا يرتضيها خدّام المعارف المحافظون على فضلهم ورواج بضاعتهم، المتحذّرون من وبال الانتقاد ووصمة ظهور الزيف والزيغ.
وقال: إن أصحاب هذا الموقع يظنون أنّهم موّهوا باسمهم ومحلّهم، ويظهر من حالهم أنّهم ليس لهم وقوف على كتب العهدين كما ينبغي للمحقق، وإلاّ لما أقدموا على كثير من أقوالهم اللّهمّ إلاّ أن يكونوا قد حاولوا الإغفال وأمنوا الانتقاد، وقد وسمت بحثي ب (دراسة اعتراضات موقع القرآن على الكتاب العزيز)، ورتبته على فصلين وخاتمة، تولى الأول تقديم فكرة عن الموقع الذي يعد من أشد المواقع مناهضة للقرآن الكريم، واختص الثاني بإماطة اللثام عن غرضهم الخبيث، وكشف الغطاء عن كون اعتراضاتهم على القرآن ليست صحيحة، وأحالها إلى هباء اشتدت به الريح في يوم عاصف، من خلال ما ذكره من أمور وردت بها كتب النظار، والعلماء الأخيار، نزه بها القرآن عن مطاعنهم، وبيَّن أنه ليس في القرآن ما توهموه من أخطاء علمية أو لغوية أو تاريخية، مع ذكر حكمة النسخ، وحقيقة التكرار في القرآن الكريم.
والبحث الثالث في هذه الجلسة كان بعنوان (مواقع الإنترنت الألمانية المناهضة للقرآن الكريم ودور المواقع الإسلامية في الردِّ عليها) للدكتور عبدالله رفاعي محمد الزهري عضو هيئة التدريس بقسم التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، حيث استعرض في بداية حديثه أسباب اختياره لهذا الموضوع، وهي: أولا: كثرة الناطقين باللغة الألمانية في الوقت الحالي، حيث يبلغ عددهم أكثر من 110 ملايين نسمة، وثانيا: كثرة مستخدمي الإنترنت من الناطقين بالألمانية، حيث يحتلون المرتبة الخامسة على مستوى العالم بنسبة 5.2 بالمائة، في حين أن مستخدميه ممن يتكلمون العربية يأتون في المرتبة العاشرة بنسبة 2.5 بالمائة، وثالثا: محاولة الوقوف على إمكانيات المواقع الألمانية وجهودها المناهضة للقرآن الكريم، ومعرفة أهم الشبهات التي تثيرها حول القرآن الكريم، مع محاولة الوقوف على الجهد المبذول من المواقع الإسلامية في مجال الرد على شبهات تلك المواقع، ورابعا: التعرف على ما يقدم للمسلم الناطق بالألمانية من معلومات عن القرآن الكريم وعلومه، في خطوة لتقويم الجهود المبذولة، وتحسين المادة العلمية المقدمة.
وأفاد للدكتور عبدالله الزهري بأن المنهج الذي اتبعه في الدراسة هو الاعتماد في الأساس على استقراء مواقع الإنترنت الألمانية المناهضة للقرآن الكريم؛ للوقوف على أهم الشبهات التي تثيرها حول القرآن الكريم بخاصة والإسلام بعامة، وكذلك استقراء المواقع الإسلامية الألمانية، سواء في ذلك المواقع أحادية اللغة أو المواقع متعددة اللغات، للوقوف على جهودها في الرد على شبهات تلك المواقع المناهضة، وذلك من خلال العرض العام والموجز لمحتويات مواقع كلا الفريقين.