Al Jazirah NewsPaper Friday  16/10/2009 G Issue 13532
الجمعة 27 شوال 1430   العدد  13532
للرسم معنى
خلود البقمي.. أنموذج
محمد المنيف

 

عرفت الزميلة الفنانة التشكيلية خلود البقمي مع عددٍ من التشكيليين الذين ضمهم كتيب لأحد معارض جماعة أصدقاء الريشة قبل عدة سنوات (تلك الجماعة النشطة في بداية انطلاقتها)، والحقيقة أنني لم أكن أجزم أن تستمر الفنانة خلود وتواصل حضورها بهذا المستوى الذي ظهرت به مؤخراً ولفتت به الأنظار هي وزميلاتها المبدعات وقيادتها لمجموعة (عين القطر) من خلال معرضهن الذي يعد من أبرز المعارض التشكيلية لهذا الموسم وأكثرها كسباً للإعجاب، استناداً إلى ما رصدناه من اتصالات واستفسارات من مسؤولين في مكاتب هندسية ومسؤولي أقسام التجميل في عددٍ من البلديات أو من التشكيليين والتشكيليات الذين يبحثون عن كل تجربة جديدة، إضافة إلى ما تسطره خلود في مدونتها التي حظيت برابطها وبما ينقل منه في مواقع ثقافية وأدبية جعلتني أعيد النظر إلى الساحة النسائية، وما يمكن أن نكتشفه في ثناياها من مبدعات تعد الفنانة خلود أنموذجاً لهن من حيث صدق الإبداع والتفاني في تطوير ذاتها على الرغم من صعوبة الخامة ومعاناة التنفيذ وكيفية اختيار القدرات غير المعتادة أو مكررة في المعارض ولم شمل مبدعات في تخصص واحد كان غائباً فجعلت منه موعداً ينتظر من قِبل المنتمين للساحة أو من المتذوقين للفن التشكيلي.

ونحن حينما نقول أنموذجاً فلأن ما نشاهده من تحرك تشكيلي (من قِبل بعض التشكيليات) لا يزال يدور في فلك التكرار والتقليد والبحث عن أسرع الطرق لإثبات الذات والحرص على أن تكون التغطية الإعلامية للمعرض أهم من مستوى ما قدم من أعمالهن وتجاربهن التشكيلية، بل كانت هي الهدف المنشود من إقامة تلك المعارض، في الوقت الذي نجد فيه كثيراً من التشكيليات ومنهن الفنانة خلود والنخبة المشاركة معها في معرض عين القطر يعملن بهدوء دون ضجيج أو إضفاء أوصاف أو مسميات لمعرضهن ولم يكن لهن حضور إعلامي بحجم ما كان لغيرهن مع أن ما قدمنه من إبداع في هذا المعرض وما كشف لنا من حقيقة ما تمتلكه هذه النخبة خافية على الجمهور والساحة التشكيلية يستحق أن يشاد به.

نعود للقول إن بين ظهرانينا مبدعات ومبدعين يمنعهم الخجل والتواضع أن يعطوا لإبداعهم أكبر من حجمه تاركين للإعلام وللجمهور والنقاد والمختصين منحهم حقهم ولو بالكلمة الطيبة والتوجيه، أما الأجمل والأهم في هذا المقام أن الزميلة التشكيلية الأخت خلود البقمي تطالب فيما أتيح لها من لقاءات صحفية بالنقد وقول الحقيقة في أعمالها وأعمال زميلاتها أكثر من الإشادة عكس ما يلاحظ من امتعاض وتذمر من قِبل بعض التشكيليات عند الحديث عن تجربتهن أو معارضهن عودا إلى ما نسجنه من هالة ذاتية لا يستطعن تجاوز حدودها.

MONIF@HOT MAIL.COM



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد