يلعب مجلس الإدارة في أي نادٍ دوراً بالغ الأهمية في تحقيق بطولات الأندية وفي إبراز النادي كواجهة مشرفة من واجهات التنظيم العام للوضع الرياضي في أي بلد، لهذا نلاحظ تفوق بعض الأندية عن الأخرى بسبب تفاوت العمل الإداري والتنظيمي بين نادٍ وآخر. ولعل ما يحدث في نادي الاتفاق على سبيل المثال دليل واضح على سوء التنظيم الإداري داخل هذا النادي العريق. من هذا المنطلق تظهر أهمية التنظيم الإداري لأي نادي.
عندما نعترف بأهمية هذا الأمر نبدأ العمل على تطوير الجانب الإداري في الأندية، والتطوير يبدأ باحترافية هذا العمل بمعنى أن يتوقف العمل التطوعي في هذا المجال ويطبق نظام الاحتراف الخاص بالإداريين في كل الأندية.
لدينا كوادر وطنية مميزة في الجانب الإداري تحتاج إلى مزيد من التدريب حتى تقدم للأندية عملاً منظماً يساهم في تحقيق الإنجازات، فالتنظيم الإداري من أهم أسباب فشل أو نجاح أي مشروع، وفي مختلف المجالات.. حتى في المجال الرياضي الذي يحتاج إلى تنمية إدارية تتصدى للعديد من المشاكل والعوائق التي قد تؤثر على مسيرة أي نادي في تحقيق النجاحات وتطلعات جماهيره.
دائماً ما نسمع عبارة فريق قوي وآخر ضعيف والفريق الذي لديه إمكانيات مادية كبيرة يصنف بالقوي ويوضع مع الأقوياء والضعيف يفتقد لتلك الإمكانيات هذا الأمر صحيح.. لكنه ناقص.. فالإمكانيات المادية وحدها ليست كافية لجعل القوي مميزاً وسجله مليئاً بالإنجازات، وهناك عوامل أخرى تدخل في صلب الموضوع وتؤثر فيه لهذا يجب أن يتغير مفهوم القوة في الوسط الرياضي. فالفرق بين الأندية الكبيرة والأندية الصغيرة إنما يكمن في المهارة الإدارية.. وفي القيادة الإدارية الجادة، ونادي الشباب عنوان واضح وصريح لموضوع كهذا، فالشباب قبل خالد البلطان يملك المال ويحقق الإنجازات لكنه بلا جمهور، جاء البلطان وكان هدفه واضحاً وصريحاً.. وقد ذكر ذلك في تصريح له عندما قبل مهمة رئاسة الشباب بأن هدفه بناء قاعدة جماهيريه للشباب وقد نجح في هذا الأمر لحد ما بدليل مباراة الأهلي الأخيرة التي تواجد فيها أعداد ليست بقليله يشجعون الشباب ويرفعون شعاره.
** تصريح رئيس الوحدة السابق الأستاذ أحمد الدهلوي يؤكد أهمية العمل الإداري فقد انتقد في تصريحه عمل الأستاذ مناحي الدعجاني المشرف على فريق كرة القدم بالوحدة وقد طلب في تصريحه بضرورة الاعتماد على النجوم المخضرمين ليشرفوا على الفريق.
أي مشكلة في أيّ نادٍ هي في الأساس
مشكلة إدارية.. أو تقصير إداري
ما أريد أن أصل له هنا هو إمكانية تفوق الأندية ذات الموارد المالية الضعيفة متى ما وجدت الإدارة الجيدة التي ترسم أهدافها وتضع خططها المستقبلية بشكل واضح ومنظم. كثيرة هي الأندية التي تملك المال لكنها فرطت في البطولات.. وكثيرة هي الأندية التي وفرت المال ثم صرف من قبل الإداريين في التبذير والبذخ، لهذا على الأندية الضعيفة أن تهتم بالجانب الإداري وتعمل على تنميته داخل النادي.
** في الكثير من دول العالم المتفوقة رياضياً نجد أن الإدارة تشترك مع الجهاز الفني المتخصص في صناعة النجم بينما في الدول النامية (إن جاز التعبير) نجد مسؤولية صناعة النجم خاصة بالجهاز الفني وحده مما أفقد أنديتهم الكثير من المواهب.
** الإدارة في أي نادٍ في العالم لها دور كبير في خفض أو رفع مستوى الفريق، فاهتمام الإدارة بالفريق وبشؤون النادي ينعكس على اللاعب فيشعر بحرص الإدارة على البطولة، فبهذا الشعور المتبادل بين الطرفين سيكون نتاجه الحصول على البطولة.
** فمثلاً نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي كيف كان وضعه قبل ربع قرن تقريباً ووضعه الآن! في تلك الفترة تم عرض النادي للبيع وبثمن بخس واليوم هو في القمة والسبب في ذلك العمل الإداري الجيد، فالمتتبع لمسيرة هذا النادي طوال الربع قرن الماضي سيجد العمل الإداري وراء وصوله لهذه المكانة المرموقة عالمياً.
باختصار شديد فإن تحسن مستوى اللاعب والفريق يعتمد على التنظيم الإداري وإذا كنا لا نولي هذا الجانب اهتماماً كافياً فإننا لن نحصل على نتائج إيجابية، قد تصنع الإدارة لاعباً بارزاً فهل يستطيع هذا اللاعب أن يصنع إدارة؟.
سلطان الزايدي
Zaidi161@hotmail.com