يا صديقي البحر..
هل هذه الأرض تتسع لصلح جديد، يبشر بالعدل والخير، ويأمر بالمعروف وينهي عن الشر، ويبذر في هذه المنطقة الملتهبة بنيران الكراهية بذور الحب؟
هل هذه الأرض المتشقق جسدها عطشا ويباسا والمدفونة تحت طبقة سميكة من الكلس والملح تقدر على أن تفتح مساماتها لهذا المطر الربيعي؟ هل يستطيع أهل الكهف في جحورهم وسراديبهم الحجرية.. أن يستوعبوا التماع البرق.
هل تستطيع كل هذه البراري التي لا تثبت إلا الشوك والعوسج.. أن تهيئ نفسها لاستقبال وردة؟
هل تستطيع المدن المحاصرة بالوجع أن تفتح نوافذها لغناء عصفور!
هل تستطيع هذه المدن الحجرية العواطف المصفحة بالإسمنت المسلح الملقحة ضد جرثومة التغيير أن تستوعب أمواج البحر واحتمالات اللون الأزرق؟
من ذا الذي يوسعه أن يغلق نوافذه
حتى لا يرى البحر؟!
من ذا الذي يرفض الاغتسال باللون الأزرق؟
إنني أعرف أنك لا تخاف البحر..
ولا تحسب حساب مده وجزره وتحولاته.. غير أني أطمئنك أن البحر صديق رائع.