عندما كان يسمع عبارة في مهب الريح لم يكن يفهمها فكل ما رآه مما يتعلق بهذه العبارة هو ريح تحمل الغبار أو الأشياء الخفيفة..
أو الريح قبل الشتاء..
ما الذي يمكن أن تعنيه عبارة كهذه:
ريح وغبار فحسب أو ريح ومطر فحسب بعدما عجنته السنون وفيما كان في غفلة عن فسحات المشاعر التي تكتظ بها الحياة رآها فاضطرب وانخلع قلبه وشعر بحبات العرق الصغيرة تنساب على عنقه.
ظن أنها ليست سوى مشاعر مختلطة مشوشة لكن هذه المشاعر نمت وترعرعت وكبرت مع الوقت بحيث صارت تهيمن على صباحاته ومساءاته وأحياناً تتغلغل إلى أحلام ليلة فتقضّ مضجعه.
وكلما تذكرها وتذكر تلك اللحظة التي انخلع قلبه بها لما رآها شعر بأن عاصفة هوجاء تتقاذفه آنذاك ومنذ تلك اللحظة وهو في مهب الريح.