الجزيرة - الرياض:
تختتم اليوم الخميس أعمال ندوة القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة - تقنية المعلومات -، وذلك بعقد الجلسة الختامية بعد صلاة الظهر بالقاعة الرئيسة في فندق الميريديان بالمدينة المنورة.
وأوضح معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع، المشرف العام على الندوة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ - في تصريح صحفي - أن عقد مثل هذه الندوة من الندوات الرصينة العميقة التي تُعتبر نقلة كبيرة في الاهتمام بالقرآن الكريم عبر تقنية المعلومات، عبر التقنيات الحديثة سواء في البرامج الحاسوبية، أو في النشر على الإنترنت أو المواقع الإلكترونية أو تعليم القرآن الكريم عن بُعد أو المقارئ الإلكترونية إلى آخر ذلك.
وقال معاليه: إن هذه الندوة فيها العديد من البحوث غير المسبوقة لأن موضوع الاهتمام بالقرآن الكريم إلكترونياً من الموضوعات الحساسة، وقد حشدنا له عبر مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف العشرات من الباحثين الذين قدموا بحوثاً كثيرةً في ذلك اختير منها عدد من البحوث ستكون في محاور جلسات الندوة، مؤكداً أن هذا العصر لا بد فيه من المنافسة، لا بد فيه من نقل الدعوة الإسلامية، ونقل القرآن الكريم، ونقل السنة النبوية عبر تقنيات العصر لأن الأجيال الجديدة، الأجيال الشابة أصبحت لا تهتم بالكتاب، لا تهتم بالطرق التقليدية، بل أصبحت تهتم بهذه الوسائل التقنية الحديثة، فمن الواجب علينا حفاظاً على القرآن الكريم.. والله - جل وعلا - هو المتولي لحفظه: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، وحفاظاً على هذا الذكر الحكيم، ومما لا يتم الواجب إلا به علينا أن نهتم ونسعى لنقل القرآن الكريم عبر التقنيات الحديثة ليصل إلى كل مكان في العالم ولتبلغ هداية القرآن، فالله تعالى قال في سورة الأنعام: (لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ)، فلا بد من إبلاغه، الإبلاغ عن طريق المصحف المقروء في كل مكان في العالم ربما يكون متعذراً، ولكن اليوم عبر الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) أصبح من السهل أن يبحث كل راغب عن القرآن الكريم، أو يسمع بالقرآن الكريم في أي مكان أن يبحث عنه في (الإنترنت) ويجد ما يريد.
وأردف معالي الشيخ صالح آل الشيخ يقول: لذلك كان من اللازم أن يكون هناك مستوى رفيع من النشر والاهتمام بالقرآن الكريم، والمقارئ القرآنية، والإلكترونية، والتحفيظ عن بُعد، والمدارس الإلكترونية أن يكون هناك مستوى رفيع عبر الشبكة، ومن هنا جاءت هذه الندوة لتضع لبنات مهمة في التواصل مع الناس في العالم المسلم، وغير المسلم في إيصالهم للقرآن الكريم عبر مجالات شتى، مبيناً معاليه أن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف اهتم في ندوات عدة بالموضوعات الحساسة، فعقد ندوة خاصة بالترجمات كان فيها عدد كبير من عشرات الباحثين استفدنا منها وأثرت في مسيرة الترجمة في المملكة وفي غيرها من الدول، وهذه الندوة أيضاً ندوة رصينة، فريدة، سيكون لها نتائجها في المستقبل لذلك نقول: إننا اليوم في ميدان مهم من ميادين التنافس لا يجوز أن نتأخر عن الركب، لا يجوز أن نكون بعيدين عن اللحاق بما فرضه الزمن، وفرضته التقنية الحديثة.. فمن اللازم علينا أن نجتهد ونجاهد أكثر وأكثر في بث هداية القرآن الكريم، وإيصالها إلكترونياً لكل مكان في العالم عبر هذه الشبكة العالمية.
وجدد معالي الشيخ صالح آل الشيخ التأكيد على أن الاهتمامات الإلكترونية تلقى تطويراً سنوياً، ونحن في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بعامة وعبر مجمع الملك فهد بخاصة نهتم أن يكون هناك تطوير دوري كل سنتين لكل ما لدينا من مواقع إلكترونية تهتم بالدعوة الإسلامية أو بالقرآن الكريم، لذلك نطمح أن تكون مثل هذه الندوات المتخصصة مسهمة في لبنات التطوير إن شاء الله.
ولفت معاليه إلى أن وزارة الشؤون الإسلامية تسعى جادة لتنفيذ مشروع ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة العبرية، وليس هناك أي معوقات تعترضه، ولكن الترجمة تحتاج إلى مدة لا تُنتج في سنة أو سنتين، والوزارة لديها جهود تبذلها في هذا الاتجاه، كما أن للأزهر جهوداً في ذلك، والمجمع له أيضاً جهود في هذا الاتجاه، وإن شاء الله تعالى نسهم في ذلك إسهاماً جيداً بإذن الله، مشدداً معاليه على أنه ليس المهم الترجمة بحد ذاتها لكن المهم جودة الترجمة وموافقتها لما نريد من نشر هداية القرآن.
وشدد معالي المشرف العام على المجمع على أن المجمع مؤسسة علمية راقية تمر الترجمة فيها عبر مراحل كثيرة، أولاً نهتم بالترجمة بعامة كمنهج، نهتم أن يكون المترجم أولاً يجيد اللغتين العربية واللغة المترجم إليها والمنقول إليها، والثاني أنه بعد ترجمة المترجم يتم الإحالة إلى من يقرأ هذه الترجمة، وهو لا يجيد العربية إنما يجيد اللغة الأخرى لأنه دائماً إذا أجاد اللغة العربية واللغة المترجم إليها يكون عنده إسقاطات عبر اللغة التي يفهمها، فمثلاً يفهم الكلام باللغة الروسية عبر فهمه للغة العربية لكن بعد الانتهاء من الترجمة نعطيها شخصاً لا يجيد اللغة العربية، يجيد فقط اللغة الأخرى، ثم تأتي المراجعة من أكثر من جهة من محكمين حتى يروا ذلك، وهذه الخطوات تحتاج إلى مدة زمنية.
وفي رده على سؤال، نصح معاليه شباب الأمة الإسلامية وحذرهم من خطورة القنوات الفضائية الهدامة، والمواقع الهدامة، وقال: إن الإسلام هو دين الله، والقرآن الكريم هو كلام الله ومحمد - عليه الصلاة والسلام - هو رسول الله، وهذا الحق لا بد أنه سينتشر، وهذا الدين لا بد أنه سينتشر كما وعد الله - جل وعلا - في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}، لذلك من الشرف لنا أن نسعى في تحقيق مُراد الله - جل وعلا - في نشر هذه الهداية، فالشهوات والملذات في الحياة الدنيا إذا زادت فإنها تطغى على الإنسان وتلهيه فلا بد أن يكون للمسلم والمسلمة في أي مكان لا بد أن يكون لهم لبنات صادقة في حياتهم ينظرون إليها أنهم إذا لقوا الله - جل وعلا - لقوه بقلب سليم.
وأوصى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الجميع بأن يهتموا بالقنوات الإسلامية الفضائية، وأن يهتموا بمواقع الإنترنت الإسلامية السليمة من مواقع الإنترنت، أو المواقع الفضائية ويسهموا فيها بالإسهامات الجيدة لأن في هذا دعماً لمسيرة الدعوة الإسلامية، وتقوية الاتجاه والقرب من الله - جل وعلا - في مواجهة هذه القنوات، وهذه المواقع الهدامة التي تحرف الإنسان في عقيدته، وفي سلوكه وأخلاقه.