إن لم تكشف الدول التي تتعرض للتخريب الإيراني، لأسباب خاصة بتلك الدول، وكنوع من الحصافة والدبلوماسية الراقية التي أثبتت عدم جدواها مع إيران في ظل النظام الصفوي الذي يحكمها منذ ثورة خميني، فهذا شأن سياسي وان شجع هذا النظام على التمادي أكثر.
إن لم تكشف هذه الدول عن كل ما حصل وما يحصل والذي أصبح معروفاً حتى لعامة الشعب فإنها على الأقل لا تقدم أعذاراً أو مبررات عن إجراءات تقوم بها الدولة أو الحكومة لمواجهة الإجرام الإيراني، مثلما القول إن إغلاق المستشفى الإيراني في صنعاء يعود لخلافات بين إدارة المستشفى وأمانة العاصمة، وأن المستشفى لم يسدد إيجار المبنى لسنين طويلة.. في حين تسرب المصادر اليمنية ومن أكثر من جهة بأن الجهات الأمنية عثرت على وثائق تؤكد تعاون السفارة الإيرانية والحوثيين وتنظيم القاعدة والحراك الجنوبي، وان المستشفى كان أحد نقاط تجميع الأسلحة والأموال التي ترسل إلى الحوثيين.
وثائق تؤكد التخريب والتآمر.. ومسؤول يوفر المبررات ويغطي على هذه الأعمال التخريبية من نصدق؟!!.
نعرف أن للدول مصالح في عدم الكشف عن كل ما تعرفه، وأنه قد يكون هناك تحرك أو خطة، إلا أنه من غير المعقول أن تقدم أعذاراً عن إجراء يحفظ سيادة البلد ويوقف تمادي مبعوثين لم يحترموا صفتهم التمثيلية وانشغلوا في القيام بأعمال تهدد أمن البلاد، وأمن الدول المجاورة.
وحادثة المستشفى الإيراني في صنعاء، ليست الدليل الوحيد على تورط السفارة الإيرانية في الأعمال الإرهابية التي تشهدها اليمن، فقد كشف النقاب قبل الحرب الحوثية عن أن خبراء الحرس الثوري الذي يعملون تحت الغطاء الدبلوماسي في السفارة الإيرانية في صنعاء أشرفوا على إقامة معسكر تدريب في جبل حام بالمتون للتدريب على مختلف الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وأن هذا المعسكر الذي كان يزود الحوثيين بالمقاتلين وبوسائل النقل من سيارات وغيرها من معدات الدعم اللوجستي، كما أن السفارة رعت وفتحت العديد من المدارس وبؤر التشييع في أماكن مختلفة من اليمن وخصوصاً في محافظات صعدة وعمران وحجة، وقامت بإرسال خمسة طلاب سنوياً من هذه المدارس وحرصت على أن يكونوا من أبناء المشايخ بصحبة زوجاتهم وأرسلتهم في بعثات لدراسة الفكر الصفوي مدة أربع سنوات في مدينة قم، وقد عاد معظم هؤلاء وهم الذين يقومون الآن بنشر الفكر الصفوي ويؤججوا النعرات الطائفية.
ولكي يستمر ولاء هؤلاء فقد خصصت السفارة الإيرانية كفالات مالية لكل شيخ يتبع الفكر الصفوي مبلغ خمسمئة دولار شهرياً، ولكل مبشر لهذا المذهب ثلاثمئة دولار ولكل طالب مئة دولار.
هذا جزءٌ من نشاط سفارة النظام الصفوي وهو مرصود ومعروف، ومع هذا لا نجد تحركاً يوقف هذا التخريب الموجود في أكثر من قطر عربي.