«الجزيرة» - الثقافية - علي سعد القحطاني
صدر للروائي محمد المزيني الطبعة المخصوصة للمملكة العربية السعودية من رواية (نكهة أنثى محرّمة) صيغت بلغة شاعرية مختلفة يبعث برسائل إلى الحبيبة الأولى بأبيات سحر تراقص ضياء الوسن علّها تعود من طرقات النأي والجحود ويحاول المبدع أن يتلو شيئا من مأثورات حبّه الأسطوري، قسّمت فصول روايته إلى أربعة عشر فصلا منها غوايات صغيرة، لم يعد الرياض رماديا، الاقتران السحري, الأماكن: للغرباء,.. وللأحزان أيضا، تختتم كل فصل برسائل هاتفية قصيرة (sms)يحيل أحداث روايته إلى الزمن المجهول وكل مواقيته ملفعة بالصمت والحيرة والتشتت يكابد في حب (وسن) يحاول في نصّه أن يلغي الرومانسية البعيدة في مناجاة الحبيبة ويقترب منها في خوف ووجل يرسم تفاصيل اللقاء الذي يحلم به في هذه المدينة الميتة - على حد قوله.
وفي حوار أجرته (الثقافية) مع المزيني تحدث عن قصور النقاد المحليين وتشاغلهم عن قراءة الأعمال المحلية ومحاولته إضفاء شيء من الواقعية في نصّه الإبداعي وأشار إلى أن روايته القادمة ستدور أحداثها حول المؤسسات الصحفية.
الطبعة الخاصة
* ما لفرق بين الطبعتين خصوصا أننا نعلم أن الطبعة الأولى صدرت قبل عامين عن دار الانتشار العربي وصدر هذا العام من الرواية نفسها طبعة خاصة بالمملكة العربية السعودية؟ هل هناك اختلاف بين الطبعتين وكم حجم المحذوف منها؟
- ليس ثمة فارق كبير بين الطبعتين اللهم بعض الملحوظات الطفيفية التي لا تغير من روح النص أو حتى معناه. ربما اللافت هنا التطورات الكبيرة في أدوات الرقيب الذي كان قبلا يصادر ويمنع مباشرة لفقرة أو فكرة لا يرتضيها أو لا تستوعبها ذهنيته وخلفيته الثقافية، نكهة انثى محرمة كشفت جليا هذا الثوب الجديد الذي تلبسه الرقابة الإعلامية بما يكشف بجلاء تخطيها للمخاوف والتردد اللذين كانا يحيدان من حركة الابداع السعودي لذلك تجيء هذه الروح الجديدة للرقيب بما يتواءم مع روح العصر على الرغم مما تجابهه إدارة الرقابة من عقول صلفة ومتحجرة لا تزال تنظر إلى ما ينشر بعين آحادية النظرة يحلو لها تسنم دور الوصي على كل ما ينشر الا أن الشجاعة التي اصبحت احدى مواصفات الرقيب تكبح من جماحها وتنظر إلى المحتوى العلمي أو الادبي بعين محايدة.
الغائب المجهول
* دائما ما تستند إلى الغائب المجهول في زمن الرواية -مناجاة الحبيبة - تكثر من الإحالات إلى الضمائر الغائبة والزمن الماضي ما السبب؟
- نكهة أنثى محرمة مختلفة قليلا عن السرد العادي الذي يبدأ بالمكان والزمان والشخوص وتصاعد الحبكة ثم انفراطها بشكل هادئ أو مفاجئ، فلم تكن نكهة انثى محرمة لتنحو هذا النحو فمن خلالها احببت تقديم صورة مختلفة تخرج عن النمطية في كتابة رواية لذلك اعتمدت على توصيف الماضي بعين الحاضر ولسان المحب الموجود عبر رسائله الاستذكارية للحبيبة الغائبة فلم تكن ماضيا منقطعا ولا حاضرا مكتملا، بل هي تراوح بلغة الجوى المدنف بين هذين الزمنين، فالمتيمون دائما ينظرون إلى الماضي بعين الحسرة لذلك توخيت في هذا النص اختبار ملاءمة الحب لهذا العصر ومدى اختلافه عن عشاق الزمان الأول لذلك ما ان بدأت بكتابة النص حتى استحضرت عفوا أقصد قبل أن أبدأ بكتابته أفرغت روحي تماما فتخلقت لي محبوبة مستوحاة والغريب في المر أنها جاءت فعلا على مقاس هذا العصر، فتركت للقلم أو اقصد القلب تدوين لحظاته دون مماطلة أو اعتساف.
الواقعية
* هل حاولت أن تضفي شيئا من الواقعية في نصّك الإبداعي عندما أتيت بصورة الرياض بضجيج السيارات في طريق خريص وممرات (الكوفي شب) وممشى طريق الملك عبد الله؟ كما ورد في النص مسميات لأسواق المدينة ومقاهيها؟
- قلت لك في معرض إجابتي عن السؤال السابق أن المحبوبة جاءت على مقاس هذا العصر بكل محتوياته من شوارع وطرقات ومقاهي حتى أدواتها من امشاط وأرواج وعطورات بمعنى كنت أريد فعلا اختبار طبيعة الحب مع اختلاف الزمان والمكان.
رسائل sms
بودنا أن نقف قليلا عند المقاطع السريعة التي تختتم بها عادة فصول الرواية برسائل sms؟
- هذه أيضا من مقتنيات العصر الحديث وهي الوسيلة المثلى للتراسل بين الحبيبين، وتعكس مدى تعلق المحبوب بمحبوبه من متابعته له حتى بواسطة ال sms انتقاء اجمل العبارات لمصافحة الحبيب عند الصباح والمساء وهي ما يقرب القارئ من مصداقية الحدث إضافة إلى أن استخدامها من تقنيات الكتابة الحديثة توخيت تطعيم ذائقة القارئ بشيء مختلف ولذيذ.
الناقد المحلي
* على المستوى الإبداعي وجدت ترحابا من الآخر في قراءة نصوصك بينما يتشاغل الناقد المحلى عن ذلك بحجج واهية صف لنا هذه التجربة؟
- حقيقة لا انتظر من الناقد أي شيء فلديه هموم تغنيه عن الكتابة عن المزيني أوغيره وبرأيي أن الناقد بحاجة ماسة للكتابة عنه و تسويقه اقصد ترويجه وهذه مسؤولية الروائيين وانا ادعوهم للاخذ بأيدي النقاد والكتابة عنهم فسيأتي يوم ويطويهم النسيان وما يهمني بدرجة أولى هو القارئ والمتلقي الطبيعي الذي لا يعتمد في قراءته للنصوص على ذهنية فوقية متعالية.
الرواية القادمة
* حدثنا عن روايتك القادمة كما علمت منك أن أحداثها تدور حول المؤسسات الصحافية؟
- قصدك رواية المعتقل.. نعم هذه الرواية كتبتها قبل عشر سنوات تقريبا ونيف وهي تتناول أحداث حرب الخليج الثانية وتبعاتها على الصعيد المحلي ورأيت أن نشرها آنذاك محفوف بالمجازفة لذلك أجلتها لوقتها.وتنبعث حكاياتها من أروقة الصحافة ودهاليزها من خلال شخصية الرواية الأولى الذي اطلع عليها جيدا وغاص في تلافيفها وكشف أسرارها وهو المعتقل الذي يقاد إلى دهاليز السجن لا أريد الاطناب كثيرا فأنا حاليا منغمس في مراجعتها واعدادها للنشر وستجد طريقها إلى النور في 2011م.