الواقع يثبت أن هناك قراءة وهناك قراء، معارض الكتاب المتكررة والمنتشرة والمنتديات والمواقع الانترنتية، والصحف، والكتب المعروضة في البقالات ومحلات ابوريالين، وملايين الرسائل المرسلة والمستقبلة عبر الجوال وغيرها هناك معوقات كثيرة لانتشار الكتاب تحديدا (صناعة النشر)، تحول دون تلك الأنشطة والمبادرات التي تهتم بالتشجيع على القراءة في الوطن العربي عموما ولكني سأشير إلى اثنين منها أزعم أنهما يشكلان الأساس لتلك المعوقات كلها: المعوق الأول: أن الناس يخاطبون على أنهم لا يقرؤون،، والأولى هو التشجيع على حب (التعلم والمعرفة)؛ لأن المعرفة لا تقتصر على القراءة فقط، فالاستماع والمشاهدة والتجربة وسائل للمعرفة أيضا، وفي الغالب فإن المرء يسعى دائما لمعرفة ما يجهله أو يحتاجه وهذا يقودنا للمعوق الثاني: وهو مقارنة المواطن في الدول المتقدمة بالمواطن العربي في مجال القراءة من باب التحفيز، وننسى أمرين الأول: هو التاريخ الطويل الذي قضوه حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه والثاني: وهو الأهم أن المواطن العربي على الأغلب لا يرى في القراءة أي فائدة ممكن أن ينالها في حياته التي تمتلئ بالحاجات الأساسية غير المشبعة وعلى رأسها السكن والوظيفة الملائمة والدخل المناسب والترفيه...... الخ لذلك أكثر الكتب (انتشارا) في الوطن العربي هي المتعلقة بالحاجات التي يرى القارئ أنه من خلال القراءة يستطيع إشباع بعضها، مثل الحاجة للترفيه والضحك؛ والحاجة إلى الأكل أو إلى تفسير الأحلام والتنبؤ بالمستقبل أو عن الحاجات الجنسية.... القراءة لدى المواطن في الدول المتقدمة ليست عادة بقدر ماهي حاجة؛ وحاجته لها تكمن في المقام الأول في إثبات وجوده أو في إثبات نموه، سواء كان موظفا أو أباً أو مسؤولا أو لاعبا أو فنانا أو حتى رجل أمن، ولذلك فإنه يقرأ ليستفيد من قراءته ليس ثقافيا فحسب بل ماديا.. واجتماعيا أيضا، مما يفسر صدارة الكتاب كوسيلة أساسية لتحقيق تلك الحاجات.
آآآآآآآآه كم عدد الذين يبحثون - عندنا - عن إكمال حاجاتهم في الكتب الثقافية أوالفكرية أوالأدبية. بالتأكيد أن تلك الكتب لا توجد في بقالات المحطات ومحلات أو ريالين.