عندما يخرج أبناؤك من هم في طور النشء أو الشباب عليك، ويلحقون صوراً مختلفة من الأذى بمقدراتك التي وجدت لتسليتهم وقضاء حوائجهم، فهؤلاء قلة، يذوبون أمام من يجاهدون أنفسهم في سبيل المحافظة على مقدراتك وجعلها في أجمل صورة وأفضل حال لهم..
..وللآخرين، فلا تحزن يا وطن.
وعندما يتلذذ أفراد ما بعمل أفعال تستهدف تعكير أفراحك، والتنغيص على أهلك، فهؤلاء لا تقدير لهم لأنفسهم، بينما في المقابل يوجد من يفرح لأفراحك ويتألم لأحزانك، ولا يدع وسيلة إلا واستفاد منها للتعبير عن مشاعره فلا تحزن يا وطن.
وعندما يتمرد من أبنائك على قيادتك الذين أخذوا منك مقومات الحياة الكريمة من انتماء وعلم وأمن ورغد عيش وبالتالي أضحوا يحظون بالتقدير لأنفسهم والإجلال من قِبل الآخرين، ففي المقابل يوجد من أبنائك من يقدم واجب الانتماء لقيادتك حباً وكرامة، فلا تحزن يا وطن.
وعندما يحاول من أبنائك ضرب أمنك ورجاله النشيطين ورموزه المخلصين، فيوجد في الناحية الأخرى من يعدون أنفسهم رجال أمن يقفون مع نظرائهم للقيام بواجبهم على أكمل وجه بلا تردد ولا ينتظرون من أحد جزاءً ولا شكوراً فلا تحزن يا وطن.
وعندما يتجاهل أبناؤك مظاهر التقدم الحضاري المختلفة التي توفرها لهم، ولا يرون إلا ما يشاهدونه في المجتمعات التي يسافرون إليها أو يسمعونه، ففي المقابل من ينقل هذه المظاهر وبكل ثقة وفخر لمن يجلس معهم أو يحادثهم، فلا تحزن يا وطن.
وعندما يقلل أناس من إمكاناتك العلمية والصحية والاقتصادية والأمنية وغيرها، ففي المقابل يوجد من يشير إلى حرصك واهتمامك بمن يقيم عليك، بل بعضهم يشبك بورشة عمل كل من يقيم على أرضك يستفيد من عوائد هذه الإمكانات ومن خيراتك، لذا لا تحزن يا وطن.
وعندما يظهر من يسيء إلى المناهج الدراسية في المدارس والجامعات ويجردها من العوائد المختلفة، فيوجد الكثير والكثير من أبنائك وأبناء الجاليات التي تعمل على أرضك وطلاب المنح من أخذ منها العلم المفيد الذي انعكس على حياتهم الخاصة والعملية، فلا تحزن يا وطن.
وعندما يظهر من أبنائك من يقلل من مخرجات جامعاتك سواء على مستوى الشهادة الجامعية الأولى أو العالية، فيوجد من العائلات ولا سيما من وجهائها من لا يرضى إلا بجامعاتك للدراسة أو التدريب لأبنائها، ويوجد كذلك من يتسابق على الفوز بمنحة دراسية فيها، فلا تحزن يا وطن.
وعندما يسب أناس علماءك ويصفونهم بألقاب مشينة، فيوجد من لا يرضى إلا بآرائهم وفتاواهم في مختلف شؤون حياتهم؛ لأنها محل ثقتهم وأقربهم للهدي النبوي الشريف، فلا تحزن يا وطن.
وعندما يوجد أناس يتلذذون بالإساءة إلى نقاء جوك ونظافة أرضك وجمال شوارعك، فيوجد في الناحية الأخرى من ينفق المال الكثير والجهد الكبير؛ لتبقى بيئتك سليمة، فلا تحزن يا وطن.
وعندما يوجد أفراد يجعلون نساءك ورجالك محل تسليتهم وسخريتهم وينعتونهم بأوصاف يستحي العقلاء من البشر وصفها، فيوجد من ينظر للمرأة السعودية والشاب السعودي نظرة تقدير وإعجاب، فلا تحزن يا وطن.
أقولها بصوتٍ عالٍ وأكتبها بخط عريض وبثقة كبيرة لا تحزن يا وطن يا من أنجبت الرجال الأوفياء والنساء الفاضلات وهيأت مختلف الحياة الكريمة لهم، بل وتعداهم لغيرهم من الجاليات على أرضك وخارجها.